إذا اعتكرت دياجى الظلم حيناً
إذا اعتكرت دياجى الظلم حيناً | نظرتُ ظلامها ثم ابتسمتُ |
وإن طالت مصاولة الليالي | هزمتُ صيالها فيما هزمتُ |
زمانٌ لم أجد فيه صديقاً | أشاطره سروري إن فرحتُ |
فكيف يكون لي فيه صديقٌ | أنادمه يحزني إن حزنتُ |
عرفت الناس من شرق وغربٍ | فوا أسفى على من قد عرفتُ |
لقد ماتوا وماتوا ثم ماتوا | ونقضُ العهد والميثاق موتُ |
عليهم قد بكيت فلست أبكى | على زمن بصحبتهم أضعت |
خطوب الدهر لم تخفض جناحاً | بعزمته القوية قد سموتُ |
قضيت العمر ما أحد رآني | على باب لمخلوقٍ وقفت |
ولا علمي أهنتُ ولا بباني | ولا بمدارج الأطماع سرت |
ستمضى محنةٌ وتجىء أخرى | وليس لمحنة الأحرار وقتُ |
ويبقى خاطري شهماً شجاعاً | أصولُ به وأفتك ما أردت |
فعودي يا صروف الدهر عودي | مولولة الزئير كما عهدتُ |
فما لك غير قلبي من قرارٍ | وقلبُ الحر للأخطار بيت |
إلى قلبي تعالى لا تهابى | فإني بالشدائد قد أنست |
ستلقين الغرائبَ في فؤادٍ | أقمتُ بناءه فيما أقمت |
وسوف ترين آلاماً كراماً | بهنّ على زماني قد كرمتُ |
إذا عظُمت أناسٌ بالعطايا | فبالحرمان منها قد عظمتُ |
عظيمٌ لم أقل يوماً لشخص | لفيض يديك يا هذا غدوتُ |
بناني اللَه وثاباً طموحاً | أرومُ من المعالي ما اشتهيت |
أخافُ الكفر أخشاه إذا ما | بغير جلاله يوماً وثقتُ |