تبغي حياة لا تحس صروفها
تبغي حياة لا تحس صروفها | وتذم طول تصوبٍ وتصعد |
لهفي عليك وقد تخالجك الأسى | وعلي من خلق الهموم الأوغد |
إنا كلينا واجدٌ متجلد | يخطو إلى الغايات خطو مقيد |
وكأنما كتب الزمان حياتنا | بدمٍ كحاشية الظلام الأربد |
وكأن أسطرها لشدة هول ما | يوين مرهوب الصلال الشرد |
قد كنت أؤمن بالحياة وطيبها | في ظل أيام الشباب الأبرد |
فاليوم أكفر بالنعيم كأنني | أعمى يظل بما به قد يهتدي |
وأمد للدنيا يداً مبتورةً | وأزل حيث ثبت عثر مصفد |
وأروح أجني الشوك غير مقلم | ولكم قطفت جنى الغصون الميد |
عادت ليالينا خريفاً كلها | لهفي على ورق المنى المتبدد |
ما خير عيش صوحت أفنانه | وتساقطت أوراقهن على اليد |
لكأن من شمل الوجود بعدله | ما إن يبالينا كأن لم نوجد |
ماذا يفيد تسخطي وتبرمي | بالعيش أم ماذا يفيد تجلدي |
فاردد على مكروهها النفس التي | ماتت وأنفاس لها لم تخمد |
واقر الهموم إذا حضرن قوافيا | تنسيك ثقل ظلالهن الركد |
كالطفل يصرخ في الظلام لعله | ينسى مخاوفه إذا لم تطرد |