الرئيسية » » للأرض وجهٌ آخر | جمال مرسي

للأرض وجهٌ آخر | جمال مرسي

Written By Unknown on الأربعاء، 31 يوليو 2013 | يوليو 31, 2013

للأرض وجهٌ آخر

قالت : أتهجر هكذا يا شاعرُ و إلى النجومِ النائياتِ تسافرُ
يسبيك حُسنُ البدرِ في عليائِهِ فتهيم فيهِ مغازلاً و تسامِرُ
أوَ لا تروقكَ هذه الأرضُ التي دَبَّتْ خطاكَ بها و هامَ الناظِرُ
و تمتّعت عيناكَ فيها بالضحى لمّا دعاهُ إليهِ حقلٌ ساحرُ
يشدو الهَزارُ مُداعباً أزهارَهُ فَيَرِقُّ ماشٍ في رُباهُ و طائرُ
تُغريكَ في السفرِ البعيدِ زواهرٌ و أمام عينِكَ إنْ أردتَ أزاهرُ
فاقطِفْ إذا ما شِئتَ و انعم بالشذى إنَّ الجمالَ بكلِّ ركنٍ ظاهِرُ
بُقَعُ السوادِ و إن بدت منثورةً فوق الأديمِ ، فوجهُ أرضِكَ ناضرُ
و عروقها حتى و إن نزفت دماً فبنانُها .. للهِ دركَ .. طاهرُ
لا يُزعِجنَّكَ إن رأيتَ فظائعاً فيها ، و سالت بالدموعِ محاجرُ
هيَ من فظائِعِهم براءٌ ، إنَّما همْ أهلُها ، تزهو بهم و تفاخرُ
تعفو برغم جحودهم و شرورهم عنهم ، كما يعفو قويٌّ قادرُ
للأرضِ وجهٌ غير ما صوَّرته بمدادِ يأسِكَ ، و احتوتهُ دفاترُ
انظرْ إلى طفلٍ تبسَّم ضاحكاً كي تستفيقَ من السُّباتِ مشاعرُ
و إلى فقيرٍ قد يبيتُ على الطِّوى لكنَّهُ للهِ دوماً شاكرُ
و إلى شريدٍ أرهقتهُ مسالكٌ و رماه .. دون الناسِ .. حظٌّ عاثرُ
ما فارقَتْ عينيهِ بسمةُ آملٍ كلا و لم تهجر سماهُ بشائرُ
يا شاعري:هذا الهروبُ إلى متى و الأرض بركانٌ لعمرِكَ ثائرُ
كلُّ التناقضِ قد تراهُ بساحِها سِفْرُ الحياةِ بكلِّ ضِدٍّ عامرُ
لا تحسبنَّ البدرَ رغم جمالِهِ يُثري خيالَكَ أيهذا الشاعرُ
إنَّ الخيالَ يظلُّ صخراً جامداً ما لم يحرِّكْهُ الصراعُ الدائِرُ


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads