وقفت أبث الجسر ما بي فلم أكن
وقفت أبث الجسر ما بي فلم أكن | سوى نافث في أذن رقطاء صماء |
وقفت أرجّيه ولم أدر أنني | أسطر أحلامي على ثبج الماء |
إلى أين هذا التبر يجري وحوله | حرائق من أرض على الرى جدباء |
أجبني يا صوب الغوادي فإنني | على علتي في الدهر أساء أدواء |
تحدرت مختالا فلم تغن أمة | تشهّى لطول الجدب أوشال أنهاء |
بكى حولك الماضون دهراً فهل رأوا | لدى موجك الصخاب لحظة إصغاء |
تشكى العراق الجدب وارتعت أبتغى | نصيبي فلم أظفر لديك بإرواء |
أعندك يا صوب الغوادي تحية | لناس على شطيك ذاوين أنضاء |
تروح إلى البحر الأجاج سفاهة | على شوق أهل في العراق أوداء |
أبوك السحاب الجود يرتاح جوده | إلى كل أرض في العراقين ميثاء |
فعمّن أخذت البخل يا جار فتية | هم الجعفر المنساب في جوف بطحاء |
شكا الزهر في شطيك فاخجل ونجّه | من الظمأ الباغي ومن حية الماء |
جريت بلا وعي إلى غير غاية | محجلة بين المصاير غراء |
فدعني أطل فيك الملام فلم أكن | سوى شاعر للحمد واللوم وشّاء |
أأنت الذي يجفو الظماء لينضوى | على لجة في باحة البحر هوجاء |
أأنت الذي يسقى البحار وحوله | أزاهير في سهل يفديه مظماء |
وقفنا على شطيك نشكو أوامنا | على نبرات الدف والعود والناء |