هبة السماء
راحوا بأرواحٍ ظماءْ | يتهافتون على الفناءْ |
نمضي إليه فنستقي | ونَعُبُّ منه كما نشاءْ |
*** | *** |
فكأنما هبة السّماءِ | قد استردَّتها السَّماءْ! |
فكأنَّه والسُّحْب تطويه | فيمعن في الخفاءْ |
*** | *** |
هذي الجموعُ الباكياتُ | الساخطاتُ على القضاءْ |
لِمَ لا توفِّيك الجميلَ | وتَسْتَقلُّ لك الفداءْ؟! |
*** | *** |
والمجد يوغل في حنايا، | روحه والمجدُ داءْ! |
ذاك الرقادُ بساحةٍ | لك الرجال بها سواءْ |
*** | *** |
هذي الجموعُ الباكياتُ | الساخطاتُ على القضاءْ |
أوَ لَمْ تجدكَ لسانها الشاكي | إِذا احتدام البلاءْ؟ |
لِمَ لا توفِّيك الجميلَ | وتَسْتَقلُّ لك الفداءْ؟! |
ما بالهُ حملَ الهمومَ | وجشَّم القلبَ العناءْ! |
*** | *** |
أضنى قواه ولم يدعْ | من جسمهَ إلاَّ ذماءْ |
صرحٌ من الأدبِ الصميمِ | له على الدنيا البقاءْ |
الدَّهرُ يحمي ركنَه | والفنُّ في روح البناءْ |
أمَمٌ يُصبِّرُ بعضُها | بعضاً، وهيهات العزاءْ! |
(شوقي)! على رغم التفرّدِ | والتفوقِ والعلاءْ |
ذاك الرقادُ بساحةٍ | لك الرجال بها سواءْ |
وبرغم ذهن كالفراشة | حول مصباحٍ أضاءْ |
هذي الجموعُ الباكياتُ | الساخطاتُ على القضاءْ |
مثواك لا تشكو السكونَ | ولا تمل من الثواءْ |
قاسمتها أشجانها | ووفيت ما شاءَ الوفاءْ |
أوَ لَمْ تجدكَ لسانها الشاكي | إِذا احتدام البلاءْ؟ |
أَوَ لَمْ تكن غِرّيدَها | ونديمها عند الصفاءْ؟ |
لِمَ لا توفِّيك الجميلَ | وتَسْتَقلُّ لك الفداءْ؟! |
ومُنَعَّمٍ بين القصورِ | قد اسْتَتَمَّ له الثراءْ |
ما بالهُ حملَ الهمومَ | وجشَّم القلبَ العناءْ! |
وينوءُ بالعبءِ الذي | هو عن أذاه في غَناءْ! |
ويحَ الذكاءِ وما يكلِّفُهُ | من الثَّمَنِ الذكاءْ! |
أضنى قواه ولم يدعْ | من جسمهَ إلاَّ ذماءْ |
والمجد يوغل في حنايا، | روحه والمجدُ داءْ! |
صرحٌ من الأدبِ الصميمِ | له على الدنيا البقاءْ |
الدَّهرُ يحمي ركنَه | والفنُّ في روح البناءْ |
(شوقي)! على رغم التفرّدِ | والتفوقِ والعلاءْ |
ذاك الرقادُ بساحةٍ | لك الرجال بها سواءْ |
وبرغم ذهن كالفراشة | حول مصباحٍ أضاءْ |
مثواك لا تشكو السكونَ | ولا تمل من الثواءْ |