1.
هَلْ قُلْتَ لِلنِّيلِ: انْتَظِرْنِي
خَارِجَ الْأَسْوَارِ/ قُرْبَ الاغْتِرَابْ؟
هَلْ قُلْتَ لِلْبحْرِ: انْتَظِرْنِي
قُرْبَ نَافِذَةِ الْفَرَاغِ، وَحَيْثُ يَنْبُتُ أَلْفُ نَابْ؟
هَلْ قُلْتَ لِلْجَلَّادِ: مَا نَفْعُ الْعَذَابِ مَعَ الْعَذَابْ؟
هَلْ قُلْتَ: هذَا اللَّيْلُ يَبْدَأُ
وَالنِّهَايَةُ لَمْ تَزَلْ سَطْرًا فَسِيحًا
فِي فَضَاءِ الْأَمْسِ، أَوْ عَبَثِ الْإِيَابْ؟
لَمْ يَأْخُذُوا مِنْكَ الْوَلَاءَ، فَبَعْضُهُمْ
مِنْ كَائِنَاتِ اللَّيْلِ
يَنْفُثُ حَفْنَةً مِنْ إِرْثِهِ
خَوْفَ المُكُوثِ أَمَامَ قَطْفِ الرُّوحِ
فِي أَرْضِ الْخَرَابْ.
2.
قَدْ يَهْرَمُ الْجَسَدُ الْكَبِيرُ مِنَ الظَّلَامِ، وَيَأْخُذُوا
مِنْهُ انْحِنَاءَ الظَّهْرِ فِي الْمِتْرِ المُرَبَّعِ
حَيْثُ فُسْحَتُكَ الْأَخِيرَةُ فِي الْحَيَاةْ..
هذِي عِبَادَتُهُمْ تُزَاوَلُ نَحْوَ أَبْيَضِهَا عَلَى طَبَقِ المَرَايَا
كَمْ أَطَالُوا مِنْ مُغَازَلَةِ المَقَاعِدِ وَالرَّفَاهْ..
كَمْ أَنْتَ تَرْسُمُهُمْ كَأَشْبَاهِ الْغُزَاةِ، وَتَعْتَنِي
أَنْ لَا يَطَالُوا اللَّوْحَ، أَوْ سَطْحَ الْقَضَايَا
لكِنَّهُمُ سَقَطُوا
عَلَى سَفْحِ الْخُرَافَةِ، أَشْعَلُوا
جَسَدًا مِنَ البِلَّوْرِ، وَانْشَطَرُوا
كَأَسْمَالِ الْبَغَايَا..
هِيَ قِمَّةٌ لِلْحَرْبِ تُحْفَظُ فِي مَحَاضِرِهِمْ،
أَوْ سِيرَةٌ لِلثَّأْرِ تَخْفُقُ فِي مُعَالَجَةِ الْقَضَايَا.
3.
هَلْ أَنْتَ تَحْمِلُهُم إِلَى هذَا المَسَاءِ، فَيَسْهُرُوا
بَيْنَ الْجِدَارِ وَظِلِّهِ؟
اللَّيْلُ يَبْدَأُ،
وَالْحِوَارُ يَدُورُ مِنْ قَدَمٍ
إِلَى شَفَةٍ
إِلَى صَدْرٍ
إِلَى ظَهْرٍ
وَمِنْ كُلِّ الْجِهَاتْ..
هذَا الْعَذَابُ إِلَيْكَ طَائِفَةٌ مِنَ الْغِرْبَانِ
تَسْقُطُ فَوْقَ رِقَّتِكَ الَّتِي قَتَلَتْ مُرُوءَتَهُمْ،
وَمَا شَبِعَ الْجِدَارُ مِنَ الصَّدَى،
بَلْ أَنْتَ قَاتِلُهُمْ وَمِنْ حَيْثُ اسْتَعَدُّوا
فَانْطَلِقْ...
مِنْ حَيْثُ أَزْهَرَ جُرْحُكَ الْوَطَنِيُّ
مِنْ نَبْشِ الْقُسَاةِ، وَأَوْغَلُوا
كَالرُّومِ فِيهْ،
بَلْ أَنْتَ تَحْمِلُهُم إِلَى هذَا المَسَاءِ لِيَهْرُبُوا
مِمَّا يَلِيهْ.
4.
اقْرَأْ كِتَابَكَ، وَانْتَظِرْ
دَوَرَانَ هذِي الْأَرْضِ ثَانِيَةً،
وَعَرِّجْ نَحْوَ سَطْرِكْ..
إِنَّ الْحُرُوفَ إِذَا اسْتَقَرَّتْ مِثْلَ سَوْطِهُمُ؛
سَتُشْرِقُ مِنْ مَصَبِّكْ..
لَنْ يَقْتُلُوا فِيكَ الْحَيَاةَ وَأَنْتَ نَرْجِسَةٌ
مِنَ الْفَجْرِ المُوَارَى فِي ثِيَابِ الشَّمْسِ
تَنْتَظرُ الْخُيُولَ لِكَيْ تَمُدَّ وِشَاحَهَا الذَّهَبِيَّ
فَوْقَ الْعَاشِقِينْ
هِيَ لَحْظَةٌ أُخْرَى عَلَى عِلَّاتِهَا، وَاللَّيْلُ يَمْضِي
لَا بُدَّ مِنْ صَوْتٍ لِتَهْزِمَ سَوْطَهُمْ
فِي عُقْرِ مَوْسِمِهِمُ
لِتَفْتَتِحَ الرُّمُوشَ
عَلَى نَوافِذِهَا، وَتَحْتَمِلَ الْغُبَارْ
لَا بُدَّ مِنْ مَوْجٍ سَمَاوِيٍّ، وَطُوفَانٍ
- عَلَى سَطْحِ الْبَسِيطَةِ -
ثُمَّ يَنْبَلِجُ النَّهَارْ.