بسنّيه الكبيرين
الوحيدين
الذين كانا يسندان فكّه العلويّ
كلّما قال كلاماً غاضباً
لسائق الباص الذي طرّشَ بالطينَ شروده
وعروتي قميصه المفتوح مثل بابِ بارٍ مهملٍ ،
لامرأة لم تلتفتْ ، طويلاً ، لصفيره وراء ظلّها ،
ورأسِه التي تكورتْ كأرضٍ هرمت نما الغبار فوقها
وحطّ هدهدٌ مهاجرٌ عليها يوم مات جده من غيظه
المكتوم من صاحبِ كلبٍ عضّهُ
حتى بكى الأطفال في حجورِ أمهاتهم كي يلهوا بها ،
بيأسه من دودة القزّ التي ماتت ولم تنسجْ له شالاً من الحريرِ
كي يغوي به صبايا " شارع اليرموك " .
كان " طُعمةَ شتيوي " يغنّي في المظاهراتِ :
" لوّع الجمّل قلبي ،
حين نوى على الرحيلْ " ،
ولا يصعدُ أكتافَ المشيعين كي لا يهتدي إليه المخبرون في صياحِ باعةِ السوقِ ،
لم يتركْ سوى نافذته مفتوحةً
حين أتتْ دورية الأمنِ ،
ومرّتْ حربُ بيروتَ ، كقيلولةِ الملوكِ ،
في أحاديثِ الرواة ،
لم يُشرْ بسبّابته التي رأتها أمّه في حلمها مبتورةً
من أطفأ السجائرَعلى معطفه النحيلْ .
الوحيدين
الذين كانا يسندان فكّه العلويّ
كلّما قال كلاماً غاضباً
لسائق الباص الذي طرّشَ بالطينَ شروده
وعروتي قميصه المفتوح مثل بابِ بارٍ مهملٍ ،
لامرأة لم تلتفتْ ، طويلاً ، لصفيره وراء ظلّها ،
ورأسِه التي تكورتْ كأرضٍ هرمت نما الغبار فوقها
وحطّ هدهدٌ مهاجرٌ عليها يوم مات جده من غيظه
المكتوم من صاحبِ كلبٍ عضّهُ
حتى بكى الأطفال في حجورِ أمهاتهم كي يلهوا بها ،
بيأسه من دودة القزّ التي ماتت ولم تنسجْ له شالاً من الحريرِ
كي يغوي به صبايا " شارع اليرموك " .
كان " طُعمةَ شتيوي " يغنّي في المظاهراتِ :
" لوّع الجمّل قلبي ،
حين نوى على الرحيلْ " ،
ولا يصعدُ أكتافَ المشيعين كي لا يهتدي إليه المخبرون في صياحِ باعةِ السوقِ ،
لم يتركْ سوى نافذته مفتوحةً
حين أتتْ دورية الأمنِ ،
ومرّتْ حربُ بيروتَ ، كقيلولةِ الملوكِ ،
في أحاديثِ الرواة ،
لم يُشرْ بسبّابته التي رأتها أمّه في حلمها مبتورةً
من أطفأ السجائرَعلى معطفه النحيلْ .