الرئيسية » » على أريكتي! | زياد خداش

على أريكتي! | زياد خداش

Written By غير معرف on الأربعاء، 31 يوليو 2013 | يوليو 31, 2013

على أريكتي!

ما أن أفتح باب بيتي في الصباح الباكر، حتى أراه نائماً باسترخاءٍ شديدٍ على أريكةٍ
فخمةٍ، أهداني إياها صديقي خالد بعد أن كذبت عليه قبل بضع سنوات وأوهمته
أني سأتزوج قريباً. ولمّا كان باب بيتي ضيّقاً جداً على الأريكة، فقد تركتها في الحديقة،
يتناوب الجلوس عليها والنوم فيها الغبار والأصدقاء والشمس والمطر والحشرات
والندى والقطط... وأخيراً هذا الكائنُ الرمادي الصغير، الذي يتّخذها باستمتاعٍ غريبٍ
منذ أشهر غرفةَ نومٍ له، الحكاية ليست في الأريكة ونوم الكلب، بل في الأصوات
الغامضة التي يُصدرها في وجهي وهو ينهض متثاقلاً عن أريكتي، حين أهمّ بفتح باب
البيت، لأتمشى قليلاً مع فنجان قهوتي، قبل مغادرتي إلى العمل.
نباح غريب لا أعرف طبيعته، هل هو شكره الصباحي لي على استضافتي الليلية له في
أريكتي، أم لإيقاظي إياه في وقت محدد يحتاجه للحاق بطعام ساخن ينتظره، أو رفقة كلاب
حلوة يحتاجها، أم هو غضبه عليّ وشتيمته في وجهي لأني أخدش نومه وأخرّب صباحه؟.
جمال كثير )يشرّف صباحي( في غموض دوافع نباحه، جمال أكثر في عجزي عن الدفاع عن
أريكتي، جمال لا يوصف في إحساس الكلب بأن كل أرائك العالم أسرّة محتملة له.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads