عرف الزمان مصارع الأبطال
عرف الزمان مصارع الأبطال | وأقام فيك مآتم الأجيال |
للمسلمين بكل أرضٍ رنة ٌ | زجل المآذن من صداها العالي |
جددت للإسلام من شهدائه | ذكراً يجدد كل شجوٍ بال |
صعقت لموتك دولة الآمال | وجلائل الآثار والأعمال |
ليت المنية أمهلتك فلم ترع | نهضات أروع غير ذي إمهال |
ما زلت تبتدر الغمار تخوضها | شتى المخاوف جمة الأهوال |
حتى طواك الموت غير مجاملٍ | شعباً يجلك أيما إجلال |
أحييته وقتلت نفسك بالذي | حملتها من فادح الأثقال |
أحببت مصر فغال مهجتك الهوى | ونجا بمهجته الخلي السالي |
أصحوت أم أنت امرؤٌ تبلى وما | يصحو فؤادٌ منك ليس ببال |
حمل الحياة ولن يموت على المدى | محيي العصور وباعث الأجيال |
زلزلت أقطار البلاد فلم تبت | إلا على خطرٍ من الزلزال |
من يدفع الغارات بعدك إن طغت | أهوالها ودعا المغير نزال |
من يمنع النوب الثقال مغامراً | فيها بهمة قائلٍ فعال |
من يصرع الخصم العنيد مدججاً | من بأسه بأسنة ٍ ونصال |
من يأخذ الجبار أخذ مجربٍ | ساس الأمور وجال كل مجال |
من ينجد المكروب بعدك إن دعا | يا للحماة ولج في الإعوال |
من يسمع القاصين شكوى أمة ٍ | ناضلت عنها الدهر خير نضال |
من للواء يهزه في مأزقٍ | ترتد عنه بواسل الأبطال |
من لليراع يذيب هول صريره | قلب الكمي ومهجة الرئبال |
من للمنابر يرتقيها صائحاً | في القوم صيحة مصقعٍ مقوال |
يا لهف نفسي إذ تنوب عظيمة ٌ | تنزو القلوب لها من الأوجال |
يا لهف مصر على مجدد مجدها | ومقيلها من عثرة الجهال |
أمفطر الأكباد بالترحال | الله في مهجٍ عليك غوال |
إن كان قد حم الفراق فوقفة ٌ | تشفي نفوساً آذنت بزوال |
هيهات ما جزع النفوس لراحلٍ | سارت به الحدباء غير ضلال |