الرئيسية » » قصيدة الحَر | فتحى عبد السميع

قصيدة الحَر | فتحى عبد السميع

Written By غير معرف on الأربعاء، 7 أغسطس 2013 | أغسطس 07, 2013



قصيدة الحَر


نسوة الصعيد
ينتظرن إحدي موجاتي
ليمررن أصابعهن في صدور الرجال
حكة خفيفة وتتفاقم الإهانات الصغيرة
أو تشتعل الرغبة في الثأر
تقوم البندقية من تحت التراب
ويفوح البارود في اللحم الحي .

تمشون في ظلي
بعيون مسبلة ، وخطي ذابلة
يعجبني نشيد السخط
وهو يدور بين أسنانكم .

تهربون في الحجرات المكيفة .
تحبسون أنفسكم بأنفسكم
بينما أنتظر أمام الباب
لأنفخ في وجوهكم مثل تنين
وأضحك .

شيخ طريقة أنا
حمل الصحراء في جيوبه وجاء
سعيدا بالبشر
وهم يتذمرون من النهار
ويراهنون علي الليل
يذكرون بالخير
شجر الأرض المقطوع
ويفكون الأزرار كي يتخففوا من ملابسهم
لماذا لا يتقدمون خطوة
وينزعون خيشا علي قلوبهم ؟

أشد جلدي حولكم
فتصيرون طبلة هائلة وأقرعها
أقودكم إلي فراغ بين الضلوع
وحنين الأرواح إلي دنيا أخري
فتغمضون أعينكم
وتعلقون بهجتكم علي ذهابي.

أجركم للشك في جدرانكم
فتحملونها معكم إلي الشواطئ
وتحت الشماسي
تخرجونها من حقائبكم وتلتفون بها
فيما تحسبون أنفسكم عرايا
تبصرون زرقة وموجا
ولا تبصرون بحرا .

ستكونون أفضل
في أي مكان لستُ فيه ؟
حسنا
سألم شوكي من حلوقكم وأذهب
ماذا ستفعلون بأرواحكم
وقد عادت تتنفس بلا ضغوط
لا يفضحها العرق
ولا تمشي بزجاجات لتضلل العطش
تواجه الشمس وجها لوجه
ولا تعتمد إلا علي ظلالها ؟

بعيدا أشتمكم
أغسل جلدي من روائح أجسادكم
أرتق ما شركته أظافركم
حين تشنجتْ وحاولتْ خنقي
بعيدا ، أبكي عليكم
وأنتم تشعرون باختناقات
ولا تجدون حَرا تتهمونه .
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads