تاييس الجديدة
روحي المقيم لديك ؟ أم شبحي ؟ | لعبت برأسي نشوة الفرح ! |
يا حانة الأرواح ما صنعت | بالرّوح فيك صبابة القدح |
ما للسماء أديمها لهب ؟ | الفجر ؟ إنّ الفجر لم يلح ! |
و لم البحيرة مثلما سجرت | أو فجّرت من عرق منذبح ! |
نار تطير ، و موكب صخب | من كلّ ساهي اللّحظ منسرح |
لولا ابتسامة جارتي ، و فم | يدنو إليّ بصدر منشرح |
لحسبتها روما تمور لظى | في قهقهات السّاخر الوقح |
زهو تملّكني فأذهلني | و من الذهول طرائف الملح |
أ أنا الغريب هنا و ملء يدي | أعطاف هذا الأغيد المرح ؟ |
خفقت على وجهي غدائرها | فجذبتها بذراع مجترح |
لم أدر و هي تدير لي قدحي | من أين مغتبقي و مصطبحي |
و شدا المغنّي ، فاحتشدت لها | كم للغناء لديّ من منح |
عرضت بفاكهة محرّمة | و عرضت ، لم أنطق و لم أبح ! |
يا ربّ صنعك كلّه فتن | أين الفرار ، و كيف مطّرحي ! |
هذي الروائع ، أنت خالقها | ما بين منجرد و متّشح |
تاييس لم تعبث براهبها | لكنّه أشفى على البرح |
ما بين أسرار مغلّقة | و طروق باب غير منفتح |
عرض الجمال له فأكبره | و رآك فيه فجنّ من فرح |
أترى معاقبتي على قدر | لولاك لم يكتب و لم يتح !؟ |
إنّي عبدتك في جنى شفة | ويد ، و وجه مشرق الوضح |
و لو استطعت ، جعلت مسبحتي | ثمر النّهود ، و جلّ في السّبح |