عباس إن ابني لي مفزعٌ
عباس إن ابني لي مفزعٌ | من وحشة العيش ومن نكره |
يؤنسني في وحشتي هذره | فلا عدمت الأنس من هذره |
ووثبه بين ألاعيبه | وكلها أكبر من قدره |
وضربه هذا وتقبيل ذا | وكلهم ساعٍ إلى بره |
وصده طوراً وإقباله | وليس ما يدعو إلى غدره |
يركب ظهري غير مستغفر | حب به طفلاً على كبره |
مستهترٌ لا يتقي قالةً | ولا يبالي الناس من فجره |
لكنه فاعلم فتى طيع | يبرني حقي من شكره |
يلثم كفى كل يومٍ ولا | يضن بالقبلة من ثغره |
أبلغ إلى عزوز أطرابه | وشكره المدفون في صدره |
وقل له إن فتى مازن | يدعوك عزوز إلى مصره |
أيهما باللَه يا صاحبي | أجمل إذ يخطو إلى عثره |
ومن ترى يا صاحبي منهما | بالسامري أشبه في أمره |
رباه جبريل على دينه | وشب مطويا على غيره |
ولم يفده طول تسبيحه | في سره طوراً وفي جهره |
ولم يغير ذاك من نجره | ولا أحال الفرع عن جذره |
لما غدا موسى إلى ربه | أضل إسرائيل من فوره |
وجاءهم بالعجل مستحقراً | أحلامهم يضحك في سره |
ومن ترى موسى الكليم الذي | رباه فرعون على كفره |
رياه فرعون فما راعه | إلّا نبيٌّ في فتى بره |
يدعو إلى اللَه ورضوانه | وبوعد الجبار في قصره |
لا مال أخشى منه إتلافه | عباس ي المقبل من عمره |
ولا أباليه إذا ما غدا | يزهد في العيش وفي وفره |
يعدو على الناس بسوءاته | ولا يصيب الناس من خيره |
ولست أخشى أن أراه فتىً | قد وسع العالم من شره |
لكنما أشفق يا صاحبي | من أن يجيش الشعر في صدره |
من يشتري شعري على حيه | براحة الغافل عن دهره |
من يشتري تغريدتي موهناً | بغطة الذاهل عن فجره |
من يشتري دمعاً يحس الفتى | جولته لا الفيض من قطره |
من يشتري نفساً وآلامها | بثقلة المأفوك في فكره |
من يشتري هذا سوى مائق | يسعى برجليه إلى ضره |