والتقي الجمعان
(الملحمة المصرية فيما بعد 25 يناير)
تلك الدموع لمحتُها
في عينها الخضراء دامية
بلون حرائقٍ في القلبِ تلتهبُ
وترفعُ في سماءِ الله كفوفاً بالهوى
كادت تلامسُ دعواتَها السحبُ
ناجت بروحٍ باكية:
يارب أوقف نزيفَ الرعبِ في صدري
فصوتُ الخوفِ جعلَ القلبَ ينتحبُ
ماكنتُ أعرفُ يارب يوماً أنَّني
بأيدي أحبتي
أمام أعدائي قد أنحني
بعد أن قبّل أقدامي العتاةَ الطامعينْ
يارب تفرَّقَ الجمعُ
الذي قد كان يحميني
وتمزًّقَ القلبُ
الذي كم كان يأويني
أبناء عمري قد أعلنوا الحربَ
ضد الطغاة المفسدين الفاسدين
بجمعهم ، وإن كانوا ذوي قربي
وقرروا أن يلتقوا
في قلبِ عاصمةِ المُعزِ بصرخةٍ
تنفض غباراً كم بات متكئاً
فوق أعباء السنينْ
قالوا بصوتٍ واحدٍ
ليرحل نظامَ الظلم
الذي قد كان يملكني
وسكن نفسي وعاشني
عمراً يربوا فوق ثلاثينْ
فخرجَ منْ ظلَّ يحمي نظامه
وقال: بأمركم ولأجلكم أبناء أمي
غداً سأرحل فلا تفجعوا
فرد بعضٌ منهمُ: الآن ترحلْ
وما من غدٍ يحميك فاعجلْ
سنبيتُ أياماً في العراء
وإنْ تعرّينا بين جنباتِ الزمانِ
فذاكَ أسهلْ
وإنْ بدتْ عوراتُ النفسِ فينا
للغرباءِ فلن نخجلْ
فالآن ترحلْ
قال الرجل: دعوا التاريخَ يحكمُ أمرنا
واتركوا لله أمري
إنَّ لكم أيها الأبناء أمّاً
فبسلطان الله عليكم
من أجل صدرِ أمّنا
اشرحوا بالصبر صدري
ردّوا عليه بأنّهم لن يصبروا
والآن يرحلْ
وقالَ جمعٌ آخر منهم:
يا إخوان ، انتظروا غدكم ولنأملْ
بالخيرِ فالغد لناظرهِ أقربْ
وانشقَّ الجمعُ إلى قلبينْ
جمعٌٌ يسمعُ صوتَ تعقُّلْ
يبحثُ عن إصلاحٍ أشملْ
وآخر يقسمُ أنَّ رأسَ نظامِ الأمةِ
أفعي تزحف
مالها في الحالِ إلاّ أنْ تُقتلْ
وعن داخلِ قلبِ الأمَّ الآن ترحلْ
والتقي الجمعان في حربٍ تُمزّقُ حبَّهمْ
والتقى الجمعان فرقاءً
بعدما كنت أفخرُ كلَّ يومٍ بجمعهمْ
والتقى الجمعان
ليدهسوا قلبي البرئ
تحت أنّات نعالهمْ
والتقوا غرباء
بفضل بلاد غربٍ حاقدة
صالت وجالت وغرَّبتْ شملهمْ
فرِّق تسُدْ ياغرب
فغدا سَتقطعُ أقدامهمْ
واليوم أبكي فُرقتي
وذلتي وهواني
هل تَعقلون
محرروا أسري
أصبحوا سُجّاني!!؟
يا إلهي
أنت سندي في الحياة
فاحمي عمري
ويكأنّ الله يحدثُ
بعدَ عُسرٍ ألفَ يُسرْ
يا إلهي في محنتي إليك أمري
أدعوك ربي أنْ يلتحم جمعاني
وإليك يارب يُفوضُ كلَّ أمرْ
مني حواس
6 /2/2011
