أيا ساعة مليت فيها بحسنه
أيا ساعة مليت فيها بحسنه | نشدتك إلّا كر منك نظائر |
وإني لأدري أن في البعد راحة | لمن تنصباه العيون السواحر |
ولكنني جربت قربك والنوى | فما قر لي بال ولا جف حاجر |
ولا التذ طعم القرب قلبي ولا النوى | ولا رقدت في الحالتين الخواطر |
وما أنا إلا كالمخادع نفسه | وقد يخدع النفس الفتى وهو شاعر |
تمر بنا كالحلم قصر طوله | لذاذته حتى كأنك طائر |
أأهواك أم أقلاك واللَه إنني | لأجهل ما تطوي عليه الضمائر |
وإني لتعروني لذكرك حنة | كما حن للأهل الغريب المسافر |
فأنت جحيمي في الحياة وجنتي | وأنت عدوي والحبيب المؤازر |
وأول شيء أنت يجرى بخاطري | وآخر شيء أنت يجريه خاطر |
ملأت شعاب النفس حتى كظظتها | وأخيلتها فالنفس صحراء غامر |
قواهاً على عهد السلو وطيبه | وواها له ما أن أو حن ذاكر |
حقيبة شر ذلك الحب بئس ما | تحملنيه في الحياة المقادر |
أراه على لذاته ونعيمه | يفاجئنا منه وميض ونامر |
وهل تشتري اللذات إلا بعضها | من الألم الدامي ومما نحاذر |
وما مطلبي سحر العيون كأنها | إذا لامحت عيني النجوم الزواهر |
ولا نضرة الخد الأسيل كأنما | غذته على الدهر الورود النواضر |
ولا الثغر إما يستدير كأنما | تهيأ للتقبيل والشوق ثائر |
فقد يحرق اللحظ المضيء ويخنق ال | ريج وترديك الثغور الدوائر |
ولكنما أبغي إذا ثار ثائري | فؤاداً أناجيه وعقلاً أسامر |
وقلباً إليه أستريح بدخلتي | وأفضي إليه بالأسى وأشاور |
كما خفقت يوماً على الزهر نحلةً | وظلت تشاكيه الهوى وتساور |
قضيت حياتي بين أثار من مضوا | ففي حيثما سرحت طرفي مقابر |
أولئك أخواني الذي أصطفيهم | وآثرتهم بالود والقلب حائر |
فيا بؤس للحي الذي لا يروقه | من الناس إلا من تضم الحفائر |
أخادع نفسي فيهم وأغشها | ويخدعني منهم نصيح وماكر |
ومالي شغلٌ فيهم غير أنه | تشابه حالي حالهم وتناظر |
فيا زائراً أفديه بالنفس لو درى | أغشى وكن عوني إذا خان ناصر |
وأدت حياتي في شبابي مكرها | وما امتلأت مما تحب النواظر |
ولكنما بيني وبين مواردي | حجاز وقد سدت على المصادر |
فعد لي فإني لست أملك مذهبي | وكن لي فإن صادق العهد شاكر |
وهبني إذا ما شئت ميتاً تزوره | أليس لمن يقضي من الناس زائر |