عندما تعاتبني ابنتي
تُسائلني سُليمى كُلَّ حينٍ | و تعجبُ حين لا تجدُ الإجابَهْ |
و تنبهر اْنبهاراً إن رأتني | و وَجْهِي مُرتدٍ ثوبَ الكآبَهْ |
و صدري مِرجَلٌ بالحُزنِ يغلي | يكاد يُذيبُني مما اصابَهْ |
فتُلقي نفسها في حِضنِ قلبي | كطيرٍ مُتعبٍ في حِضن غابَهْ |
و أسئلةٌ تُحيِّرُها تَدَاعَت | على أعتابِ صمتي في غرابَهْ |
ألستَ أبي و تعرفُ كل شيئٍ | و أنت البحرُ لا أخشى عُبابَهْ ؟ |
أغوصُ فأقطفُ المرجانَ منهُ | و أجني دون خوفٍ مُستطابَهْ |
ألسْتَ أبي، ومنك بكل فخرٍ | تعلمتُ القراءةَ والكتابَهْ ؟ |
وأبصرتُ الشجاعةََ والتحدِّي | إذا أبديتَ رأيكَ في صلابَهْ |
كشمسٍ أرسلت فينا شعاعاً | فلم تحجبْهُ في أفْقٍ سحابَهْ |
ألستَ أبي ، و فيك يذوبُ خوفي | و لا يُرضيكَ دمعي و انسكابَهْ ؟ |
ألم تقصصْ علىَّ غداة يومٍ | حكاياتٍ أذابتني إذابَهْ ؟ |
و كم حدثتني عن مجدِ قومي | كلاماً سِغْتُ يا أبتي شرابَهْ |
فخِلتُ بأننا للأمس عُدنا | إلى عهد النبوةِ والصحابَهْ |
فهذا جيشُ عمروٍ قد تراءى | وعمروٌ شامخاً يجلو حِرابَهْ |
ويفتحُ بلدةً من بعد أخرى | بصوْتِ الحقِّ لاصوتِ الربابَهْ |
إلى أن أبصَرَتْ عينايَ أرضاً | تُهانُ، وغاصباً يأبى اْنسحابَهْ |
وحاخاماً يهودياً جباناً | يكيلُ لأمتي جهراً سِبَابَهْ |
و أبناءُ العروبةِ قد تواروْا | وراءَ الصمتِ يفترشونَ بابَهْ |
يُحملقُ بعضُهُم في البعضِ حيناً | و يُغضي دونَ أن يُبدي عتابَهَْ |
وكنتَ تقولُ أنَّ الحرفَ نورٌ | يُضيئُ شُعَاعُهُ وجهَ الكتابَهْ |
أصارَ كلامُكَ الماضي سراباً | كمثل كلام عِشقٍ أو صبابَهْ ؟ |
يُخَطُّ على الحوائطِ في الليالي | فما إن جاءَهُ صبحٌ أذابَهْ |
لماذا لم تَقُلْ للخوفِ كَلاَّ | وتنضو عنكَ في حزمٍ ثيابَهْ ؟ |
***
| |
تُعاتبني سُليْمى ثُمَّ تمضي | وتتركُني أُفتِّشُ عن إجابَهْ |
تُذكِّرُني بيومٍ كُنتُ طِفلاً | أُداعِبُ والدي نفسَ الدعابَهْ |