فاض الكيل
المثلِ هذا الحدِّ جاوزتَ المدى | يا من سقيْتَ القدسَ الردى |
و سلبت أقصانا الحبيبَ وقارَهُ | فرسمتَهُ فوق الخمورِ مُقيّدا |
أوَ ما كفى إحراقهُ في سالفٍ | فأتيتَ بالفعلِ المشينِ مُجدَّدا |
و حفرتَ تبغي معبداً تحت الثرى | زعماً بأنَّ التُربَ يُخفي معبدا |
داودُ يبرأُ من جريمتك التي | دبَّرتَ يا شيطانَهُمْ مُتَعمِّدا |
يا اْبنَ اليهودِ الناقضينَ عهودهم | ضاقتْ بك الآفاقُ ذرعاً و المدى |
سَلْ مِن جدودِكَ من تروم و تبتغي | ماضٍ لكم قد كان دوماً أسودا |
و مؤامراتكم التي حاقت بنا | من عهد طه المصطفى ضاعت سُدى |
ردَّ الإلهُ شرورَها لنحورِكم | فتبوَّءُوا في النارِ ذاك المقعدا |
أتجارةً تبغونَ من ترويجها | إذلالَ شعبٍ دينهُ دينُ الهُدى |
هيهات يرضى المسلمونَ فِعالكم | سيفُ الجهادِ ينالكم إنْ جُرِّدا |
و الكيلُ فاضَ بني اليهودِ و إننا | نَهَبُ الدماءَ رخيصةً يومَ الفدى |
فإذا دعا داعٍ : هلمُّوا للوغى | كانت قلوبُ المسلمينَ لهُ صدى |
و لئن يُنادي مسلمٌ مستنصرٌ | باللهِ ، هبَّ المسلمون إلى النِّدا |
اللهُ أكبرُ وحَّدَت أشتاتنا | فلتحذروا من جمعِنا إن وُحِّدا |
الله أكبرُ أيقظت رُقَّادنا | فالكلُّ يسعى للعلا كي يسعدا |
و يعيشُ حُرّاً مُكرماً في أرضِهِ | أو في الجِنانِ مُنَعَّماً و مُخَلَّدا |