يَا أَبَا الأُمَّة ِ يامَنْ ذِكْرُهُ
يَا أَبَا الأُمَّة ِ يامَنْ ذِكْرُهُ | مَلأَ الدُّنْيَا حَدِيثاً عَطِرَا |
هَزَّ مِصْراً نَبَأٌ فاضَتْ لَهُ | عَبَراتُ الْقَوْمِ تَجْرِي مَطَرَا |
هُرِعُوا نَحْوَكَ كَالْبَحْرِ إِذَا | سُجِّرَتْ أَمْواجُهُ أوْ زَخَراً |
بَيْنَ شَكٍّ وَيَقِينٍ قاتِلٍ | يَنْشُرُ الْخَوْفَ وَيَطْوِي الْحَذَرَا |
بِوُجُوهٍ مَرَّة آمِلة ٍ | وَهْيَ حيناً باسِراتٌ كَدَرَا |
تَرتَجِي الرَحْمَنَ فِي مَحْنَتِهَا | ثُمَّ تَخْشَى في الْمُصابِ الْقَدَرَا |
كُلُّهُمْ يَسْأَلُ عَنْ سَعْدٍ وَمنْ | عَيْنهِ ماءُ الشُئُونِ انْهَمَرَا |
إِن سَعْداً غَرَسَ النبْتَ وَقَدْ | شاءَ رَبِّي أنْ يَذُوقَ الثمرَا |
كُلما رامُوا بِسْعدٍ ضَرَراً | صَانَهُ اللّهُ وَكَفَّ الضَرَرَا |
إِنَّ سيْفاً في يَمِينِ اللّهِ قَدْ | هَزَّهُ بارِئُهُ لَنْ يُكْسَرَا |
عِشْ لِمِصْرٍ وَزَراً يَكلَؤُهَا | لَمْ نَجِدْ غَيْرَكَ فِيها وَزَرَا |
أَنْتَ مِصْرٌ عِشْ لمِصْرٍ إِنَّها | بِكَ تَحْيَا وَتَنَالُ الْوَطَرَ |
بَطَلٌ أيْقَظَ مِصْراً بَعْدَ مَا | كادَ يُرْدِي أهْلَها طُولُ الْكَرَى |
بَعَثَ اللّهُ بِهِ فَانْبَعَثَتْ | رُسُلُ الآمالِ تَتْرَى زُمَرَا |
وَطَوَى اللّهُ بِهِ عَهْداً مَضَى | تَهْلَعُ النفْسُ لَهُ إِنْ ذُكِرَا |
قادَ جَيْشاً مِنْ قُلُوبٍ حَوْلَهُ | خاضعاتٍ إِنْ نَهَى أوْ أمَرَا |
تَرْكبُ الصعْبَ إِلَى مَرْضاتِهِ | وَتُلاقِي في هَوَاهُ الْخَطَرَا |
شَلَّ زَنْدٌ قَدْ رَمَى زَنْدَ الْعُلاَ | وحَمَى اللّهُ الرئيسَ الأكْبَرَا |
مَحَقَ اللّهُ أَبَا لُؤْلُؤَة ٍ | وَوَقَى مصراً فأبقى عُمَرَا |
إن من يحْرُسُه بارِئُهُ | لا يبالي بالرَّدى إن خطرا |
فهَناءً بِنَجاة ٍ كَشَفَتْ | غُمَّة َ القُطْرِ وَطابَتْ أثَرَا |
عاشَ سَعْدٌ والْمَليكُ الْمُرْتَجَى | مَوْئِلُ الأُمَّة ِ في أسْمَى الذرَا |