هواك هواك والدنيا شؤون
هواك هواك والدنيا شؤون | وللصبوات آونة ً سكون |
تقلبني الحوادث والليالي | وحبك عن تقلبها مصون |
ظننت سواه أن نزحت دموعي | وأن هدأ التشوق والحنين |
رويدك إن أشقى الحب حب | تمشت في جوانبه الظنون |
وقبلي أعيت البرحاء قوماً | فما وفت القلوب ولا العيون |
وإني لو أشاور فيك رأيي | لكشف غمرتي عقلٌ رصين |
يجد علائق الأهواء إلا | هوى ً يبنى به الشرف المكين |
ويمنعني الذي تبغين نفسٌ | تهون الحادثات ولا تهون |
نماها العلم والحسب المصفى | وأخلاقٌ هي الذخر الثمين |
وما للحر إن عدت العوادي | سوى أخلاقه فيها معين |
إذا الأخلاق لم تمنع أخاها | أباحته المعاقل والحصون |
عزيز النيل أنت له حياة ٌ | وأنت لملكه الركن الركين |
ترد روائع الحدثان عنه | مهولاتٍ تذل وتستكين |
إذا حادت أماني مصر يوماً | هداها منك نورٌ مستبين |
وإن رابت مواقفها الليالي | فمن تاجيك ينبلج اليقين |
أضئ نهج الحياة لنا فإنا | أضلتنا الغياهب والدجون |
ووال من النوابغ كل حرٍ | له في قومه حسبٌ ودين |
تشاوره فما يألوك نصحاً | ولا يجني عليك بما يخون |
أتملك دوحة الملك ارتفاعاً | إذا مالت حفافيها الغصون |
سل التاريخ وانظر ما أعدت | لك الأمم الخوالي والقرون |
عظات الدهر والأجيال منها | ببغدادٍ وأندلسٍ فنون |
غوى العلماء فالأخلاق فوضى | جوامح ما تريع وما تلين |
تسير من العماية في مخوفٍ | ترامى في جوانبه المنون |
رأيت الشعب والأمثال جمٌ | على ما كان مالكه يكون |
وما تبقى الممالك لاهياتٍ | تصرفها الخلاعة والمجون |
إذا غوت الهداة فلا رشيدٌ | وإن خان الرعاة فلا أمين |
وأعجب ما أرى شعبٌ نحيفٌ | يسوس قطيعه راعٍ بدين |
أضاع الشرق أهلوه وأودى | به من جهلهم داءٌ دفين |
أذلت طاعة الأهواء منهم | نفوساً بالزواجر تستهين |
وكانوا كالأسود الغلب عزاً | فضاع العز واستلب العرين |
إذا ما أمة ٌ غلبت هواها | فإني بالحياة لها ضمين |
عزيز النيل والأمال ظمأى | تلوب وعندك الماء المعين |
أعد لها المشارع صالحات | يجانب صفوها كدرٌ وطين |