أخا ثقتي كما ثارت النفس ثورة
أخا ثقتي كما ثارت النفس ثورة | تكلفني ما لا أطيق من المض |
وهل أنا إلّا رب صدر إذا غلا | شعرت بمثل السهم من شدة النبض |
لبست رداء الدهر عشرين حجةً | وثنتين يا شوقي إذا خلع ذا البرد |
عزوفاً عن الدنيا ومن لم يجد بها | مراداً لآمال تعلل بالزهد |
تراغمني الأحداث حتى كأنني | وجدت على كره من الحدثان |
فلا هي تصمي القلب مني إذا رمت | ولا ترعوي يوماً عن الشنآن |
أبيت كأن القلب كهفٌ مهدمٌ | برأس منيف فيه للريح ملعب |
أو أني في بحر الحوادث صخرةٌ | تناطها الأمواج وهي تقلب |
أدور بعينٍ حير العيش لحظها | وأرجعها محمرةً كالشقائق |
كأن فؤادي بين شجوٍ وترحةٍ | أديمٌ تفريه أكف الخوالق |
أكن غليلي في فؤادي ولا أرى | سبيلاً إلى إطفاء حر جوى الصدر |
أعالج نفساً أكبر الظن أنها | ستذهب أنفاساً على الدهر |
إذا اغتمضت عيناني فالقلب ساهرٌ | يظل طويل الليل يرعى ويرصد |
وما أنا تنام العين لكن أخالها | تدير بقلبي نظرةً حين أرقد |
وهل نافعي أن الرياض حليةٌ | منورة النوار هادلة الطير |
وما فرحي ان الرياح رواقدٌ | إذا كنت سهران الفؤاد مدى الدهر |
نسيمٌ يرد النفس حيناً لناشق | وأي أوام بعده وأوار |
تطول ظلال النبت والشمس طفلةٌ | فإن هي جدت صرن جد قصار |
سأقضي حياتي ثائر النفس هائجاً | ومن أين لي عن ذاك معدى ومذهب |
على قدر إحساس الرجال شقاؤهم | وللسعد جوٌّ بالبلادة مشرب |
خليلي مهلاً بارك باللَه فيكما | فما في سكون الليل ملاة واجد |
إذا ثار ما بين الحجا بين والحشا | فكل سكون يستثير رواقدي |
وإن سكنت نفسي فليس بضائري | رياحٌ تجر الذيل حولي وتعصف |
فليس يضير الحوت في البحر أنه | يهيج وأن الموج يطغى ويعنف |