يا ليلة العيد ماذا أنت صانعة
يا ليلة العيد ماذا أنت صانعة | إني أخاف الجوى يا ليلة العيد |
أتقبلين وما لي فيك من أمل | غير اللياذ بأطياف المواعيد |
مضت سنون ومرت أعصرٌ وأنا | في ليلة العيد ألهو بالعناقيد |
فكيف صارت حياة اليوم مقفرةً | مقدودة من تجاليد الجلاميد |
إن الذين بأمر الحب قد ملكوا | لم يتقوا الحب في أسرى وتصفيدي |
الكفر في جهله الطاغي وظلمته | أخفّ من جهلهم يوما أناشيدي |
أشكو إلى الحب ما صارت بثورته | أيامنا البيض رهن الأعين السود |
يا مرسل العيد ما شاءت عواطفهُ | ولو أراد قضيت العمر في عيد |
العيد بعد غدٍ فيما سمعت فهل | أراك تؤنس روحي ليلة العيد |
إسكندرية دعها دع حماك بها | مصر الجديدة مأوى الخرّد الغيد |
يا خاليَ البال من وجدى ومن شغفي | ونائماً عن عذاباتي وتسهيدي |
لا تجعل العيد في لألاء نضرته | يوماً يراع بأحزانٍ وتنكيد |
لا تذو بالصد عنه مهجةً ظمئت | العيد للروح مثل الماء للعود |
يا جاهلين ولم أجهل صنائعهم | فلم يروا من فؤادي غير تحميدي |
ما أمركم ما هواكم قد بليت بكم | بلوى الظماء بنهرٍ غير مورود |
قتلتم الحب قتلاً فاتقوا غدكم | وجاهدوا لوعة المهجور في العيد |
الهجر منى لا منكم ولا عجبٌ | عند القوي زمام البخل والجود |
لم أبك يوماً على نفسي بكيت لكم | عنكم بشعر كمثل الدر منضود |
لا تذكروني ولا يخطر لكم أبداً | أني سأذكركم في ليلة العيد |
لم ينعم الجنّ في سلطان نشوتهم | بمثل ما قد نعمنا ليلة العيد |
يا ليلة العيد ماذا أنت صانعةٌ | إني أخاف الجوى يا ليلة العيد |
ليت الذي يخلق الأحلام باسمةً | كأنها الراح في أحلام عربيد |
يا ليته يرجع الآمال ضاحكةً | كما مضت في زمان غير معهود |
أيام ألهو بروح لو حفظت لهُ | عهد الغرام لكان اليوم معبودي |
لم يخلق اللَه من حسن يماثله | غير الوفاء بقلبٍ منه معمود |
أزوره بخيالي عند نفرته | منى فألثم هدبَ الأعين السود |
وأقرأ السطر خطّته أناملهُ | خط المزامر من ألحان داود |
في كل حرف غناءٌ إن أسطرهُ | سجع الحمائم فوق الأغصن الغيد |
يا فوق ما أشتهي يا فوق ما طمحت | روحي تعال فهذي ليلة العيد |
النمل يرشف خطى حين أكتبه | كالنحل يرشف أسرار العناقيد |
لو كان في صفحة الماضي لنا خبر | لكنت آية إيماني وتوحيدي |
متى تعود أجب إني لأحسبني | أروى الهوى حالماً في ليلة العيد |
يستأسد الحب في قلبي فأزجره | لك للسلامة فارجع غير مردود |
لو شئت أنشبت نابي في مقاتلكم | إني لكم إن غردتم بالمراصيد |
يا غادرين ولم أغدر مضى زمنٌ | لم تحفظوا فيه أطياف المواعيد |
يقول طيف رفيق إن موعدنا | عصر الثلاثاء أو في ليلة العيد |
العيد بعد غدٍ ما العيد بعد غدٍ | العيدُ أنتم فدلّوني على عيدي |
سئمتُ بهجة أيامي ونضرتها | أنتم قضيتم بتغريبي وتشريدي |
العيد آتٍ وإن القلب منتظرٌ | أقباس أنواركم في ليلة العيد |
لكم معاذيرُ من وجدى وصولته | محبوبُ روحي طعامي ليلة العيد |
إسكندرية دعها دع حماك بها | إن كنتَ تشتاقني في ليلة العيد |
يا ليلة العيد ماذا أنت صانعة | إني أخاف الجوى يا ليلة العيد |
أخاف من ليلةٍ فتكُ الغرام بها | فتكُ الغرام بقلبي ليلة العيد |
سأشرب الثكل وحدى لا ظفرت به | ولا غدا من أرجيه بمفقود |
كتبت أستوهب الصهباء من يده | أستوهب العيد عيدي ليلة العيد |
يبيت يسأل عن حلم بليلته | ويرسل الوصل عن أجفانه السود |
العاشق الفحل معبودٌ لصولته | ماك ان مثل صيالي غير معبود |