الرئيسية » » يا ليلة هي كانت ليلة العمر | إبراهيم مرزوق

يا ليلة هي كانت ليلة العمر | إبراهيم مرزوق

Written By Unknown on الأحد، 11 أغسطس 2013 | أغسطس 11, 2013

يا ليلة هي كانت ليلة العمر
 
يا ليلة هي كانت ليلة العمر بقصر شبرى ونهر النيل والقمر
والجو طلق المحيا والصبا جمعت لطف الأصيل لنا مع رقة المسحر
حيث السماء بها الافلاك سائرة كالفلك داشرة في لجة النهر
والبدر مكتمل فيها وقد نظمت من حوله نيرات الأنجم الزهر
كغادة من بنات الروم حلتها من لازورد عليها أنفس الدرر
والنهر يجرى لجينا من سباه ومن يد النسيم عليها أبدع الصور
والموج بيدى فنون الرقص في مرج يجلو صدا النفس والافكار والبصر
والماء صب باغصان الربا كلف للثم أقدامها يجرى على قدر
وكلما خرّ للشكوى تجود له أكمامها من نثار النور بالبدر
مثل العرائس يجلو حسن بهجتها مر الصبا في بديع الوشى والحبر
تكاد تسلب لولا أن بلبلها راق يعوذها من آفة الحور
فالشهب ساطعة والقضب راكعة والطير ساجعة تشدو على الشجر
وللنسيم على الاغصان ولولة وكأنما هو يتلو العشق في سور
فصوته وهزار الروض حين شدا قد وافقا نغمة الشادى على الوتر
فكان بالعود مع ذا كله طربى طورا وطور بما يحلو من السمر
ومن أحب على لهوى يساعدنى والدهر عبدى فلا أخشى من الغير
وراحه ولماه كلما اجتمعا يحار لى بين السكر والسكر
وكيف أصحو ولى من شهد ريقته خمر تألف بين الطيب والخصر
عجبت للثغر يروينى بكوثره والخد يرمى لظاه القلب بالشرر
ومن جنى خده وردى وفاكهتى مما يحييى به من يانع الثمر
يقول قم واقترح ماشئت تلق كما تهوى بلا ملل منى ولاضجر
فيا لها كلمات كلها تحف بحسن رقتها قد حيرت فكرى
أشهى من البرء بعد السقم عندى بل بعد العنا والأسى أحلى من الظفر
بها خلعت عذارى بل ليست بها ثوب الخلاعة لم أركن الى الحذر
وبت أعثر في ذيل المجون كما يهوى شبابى وبعت النسك للكبر
فالشمس راحى وبدر التم حاملها واللئم نقلى ومنديلى من الزهر
وكلما جد من أهوى لسفك دمى جديت بالكاس في سفك الدم الهدر
مازال يشربها صرفا وأشربها ممزوجة باللمى والغنج والحور
حتى توسد يسراه وطوقنى يمينه واتكا سكرا على السرر
وقد أدرت نطاقا باليمين على خصر له من دقيق الوهم مختصر
وزال ماكان من خوف ومن حذر ولا مراقب غير الدل والخفر
فيا لها ليلة ماكان أطيبها عندى وماكان أحلى لذة السهر
جاد الزمان بها عفوة فسيرها فيه الفريدة بل أعجوبة السير
أكرم بها أنها جأت على قدر بلا حساب ولا وعد لمنتظر
محت سرور اذنوب الدهر أجمعها فماله بعد ذنب غير مغتفر
كأنها ليلة القدر التى اشتهرت بالخير اذنلت فيها منتهى وطرى
تنزل الروح فيها بالسلام من السقاة بالراح حتى مطلع الفجر
غراء واضحة جاد الزمان بها لاعيب فيها سوى ماكان من قصر
عن وصفها وسناها همتى قصرت فرحت أسحب ذيل العى والحصر
آليت أشكرها ماعشت مجتهدا بالثر والنظم شكر الروض للمطر
بكل نبرة الألفاظ قد بهرت لحنها شعراء البدو والحضر
 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads