موت الشاعر
شعراء الشّباب : خرّ الأيـ | ـكة شاد مخضبا بجراحه |
مات في ثغره النّشيد و جفّت | خمرة الملهمين في اقداحه |
ضفّة النّيل ، و هي بعض مغانيـ | ـه صحت و تسأل الرّبى عن صداحه |
أين منها صداه في ذروة الفجـ | ـر و همس الأنداء حول جناحه |
بوغتت في الصّباح أخرس إلاّ | جهشة الشّعر أو شجيّ نواحه |
نبأ جاؤني فأسلم عقلي | لضلال هدّدته بافتضاحه |
لو رماه فم القضاء بسمعي | خلته بعض لهوه و مزاحه |
فلسفتك الحباة يا حامل المصبا | ح و الأفق مائج بصباحه |
صف لنا صرعة الذّبال و ماذا | قد أصاب الحكيم في مصباحه |
شاطئ فوق صدره بفهق المو | ج و تهوي الصّخور تحت رياحه |
ضلّ في جنح ليله زورقي البا | سم يهفو الحنين ملء و شاحه |
قم فقد أقبل الشّتاء و أومت | سنبلات الوادي إلى أشباحه |
آله في هتافك العذب داع | ينطق الواجمات من أدواحه ؟ |
عبر النّهر و النّخيل إلى أن | جاء مثوى رقدت في صفّاحه ؟ |
حمل العهد عن قلوب الحزانى | فدعا المعولات من أرواحه |
الثّلاثون لم تكن عمرك السّا | در في فتنة الصّبا و مراحه |
إنّها خفقة الفؤاد ، سهد الـ | ـعين في حومه العلا و كفاحه |
إنّها قصّة الصّديق ، و مأسا | ة شهيد مكلّل بنجاحه ! |