هيا اسقيانى ثلاثا واشربا قدحا
هيا اسقيانى ثلاثا واشربا قدحا | يا ساقيى فزيد اللهو قد قدحا |
وأحيا دولة القصف التى دثرت | وخليا الزهد للوعاظ والنصحا |
وبادر افرص اللذات واجتنبا | مب لامفي رشف كاسات الطلا ولحا |
فقد خلعت عذارى غير معتذر | رحت أرفل في برد الصبا مرحا |
وقلت للرشد مالى فيك من أرب | فارحل وقمت بثوب الغى متشحا |
وبعت للنسك شيبى آجلا وجلا | وللتصابى شبابى عاجلا سمحا |
وكل ميدان لهو جلت فيه وما | وتى به فرسى كلا ولا جمعا |
أصبو لداعى التصابى غير ملتفت | يوما الى من نأى أوصد أورمحا |
آليت لابت الاشار باثملا | نشوان مغتبقا منها ومصطحبا |
فعا طياني وعين النجم شاهدة | شمسا يقصر عن أوصافها الفصحا |
لو ان عاتبها قد ذاق لذتها | ماكان عاب لها كأسا ولا قدحا |
فعاطيا صرفها أو مزج تغركما | كل مدام وفى سلب النهى صلحا |
وبادرا لكؤس الراح وانشرحا | فدهرنا صدره من أنسنا انشرحا |
ياساقيى وأوقات الصفا فرص | من يشرب العمر منها ساعة ربحا |
وأحزم الخلق من ان فرصة عرضت | له تهتك فيها الجهد وافتضحا |
وهذه ليلة جاد الزمان بها | وفي سماء الهنا طير المنى سنحا |
كم ذا التوائى عن الراووق يشربها | صرفا من الدن حتى أنه طفحا |
لا بد من صلبه والشرب من دمه | وسلبه الروح تنكيلا بما جرحا |
في محفل وجيوش اللهوشا خصه | تهزو به وتراه بينها شجا |
والعود يطلبه والدف يندبه | والناى يعتبه فيما اليه نجا |
وللكمنج مع القانون معركة | لولا مداركة المثقالمااصطلحا |
للكاس رقص وللابريق قهقهة | منها جرى الدمع من عينيه وانسفحا |
والروض فيه ثغور الزهر باسمة | ونشره كلما هب الصبا نفحا |
قد نظم الطل لما جاده سحرا | في جيد أغصانه من لؤلؤ سيجا |
وسائل النهر لم ينهره حين جرى | ومد كفا اليه طالبا منحا |
بل راح ينثر من أكمامه بدرا | له وثوبا موشاة بها اتشحا |
وأقبلت دولة الأزهار خاضعة | للورد فأفتر منه الثغر وافتتحا |
فقام نرجسها غيظا ولاحظه | شررا وفتح فيه العين واتقحا |
ومذ رأى اصبع المنثور واقفة | لنصرة الورد غض الطرف وانتصحا |
وأحمرّ من خجل خد الشقيق وقد | رأى الاقاح الى تقبيله طمحا |
مامال يلثمه الا وعارضه | كف الصبا أو نهاه نرجس لمحا |
وللغصون اضطراب حين حدثها | رواى الصبا من أحاديث لحا |
فخالها الماء قد حنت فسلسلها | وكل طير عليها بالرقى صدحا |
كم فيهم من خطيب ان صغيت له | يشفى الفؤاد بلحن للهوى شرحا |
من الزمرذ قد صيغت منابرهم | بالدر قد رصعت سبحان من منحا |
والروض والطير والألحان لم أرها | تروق طرفى أضن الدهر أو سمحا |
في ساقى غنى عن كل منتزه | وفيهما لفؤادى كل مااقترحا |
من قال غصن النقا و البان قد هما | رآهما عنه بالارداف قد رجحا |
والغصن لولا الصبا ماماس منعطفا | ومن رأى فوق غصن البان شمس ضحى |
تكلف البدر في تشبيهه بهما | والفرق كالصبح عندى ظاهر وضحا |
صريع كأس الطلا يصحو وهل ذكروا | صريع أقداح أحداق الملاح صحا |
فاقا المدامة في تأثير نشوتها | سحر الاحاديث ان جداو ان مزحا |
نطق بديع ولفظ كله غرر | عقل الجليس يرى في ضمنه ملحا |
فيا لها ليلة ماكان أطيبها | ما راعنى غير وجهالصبح أن كلحا |
وكيف أخشى من الايمان في زللل | وعفو ربى الى الراجين منفسحا |