الرئيسية » » الموسيقية العمياء | علي محمود طه

الموسيقية العمياء | علي محمود طه

Written By Unknown on الأحد، 11 أغسطس 2013 | أغسطس 11, 2013

الموسيقية العمياء


إذا ما طاف بالأرض شعاع الكوكب الفضّي
إذا ما أنت الرّيح و جاش البرق بالومض
إذا ما فتّح الفجر عيون النّرجس الغضّ
بكيت لزهرة تبكي بدمع غير مرفضّ
زواها الدّهر لم تستعد من الإشراق باللّمح
على جفنين ظمآنيـ ـن للأنداء و الصّبح
أمهد النّور : ما للّيـ ـل قد لفّك في جنح ؟
أضئ في خاطر الدّنيا ووراء سناك في جرحي !
***
أري الأقدار يا حسنا ء مثوى جرحك الدامي
أريها موضع السّهم الـ ـذي سدّده الرّامي
أنيلي مشرق الإصبا ح هذا الكوكب الظّامي
دعيه يرشف الأنوا ر من ينبوعها السّامي
***
و خلّي أدمع الفجر تقبّل مغرب الشّمس
و لا تبكي على يومك أو تأسي على الأمس
إليك الكون فاشتفّي جمال الكون باللّمس
خذي الأزهار في كفّيـ ـك فالأشواك في نفسي !
***
إذا ما أقبل اللّيل و شاع الصّمت في الوادي
خذي القيثار و استوحي شجون سحابة الغادي
و هزّي النّجم إشفاقا لنجم غير وقّاد
لعلّ اللّحن يستدني شعاع الرّحمة الهادي !
***
إذا ما سقسق العصفو ر في اعشاشه الغنّ
و شقّ الرّوض بالألحا ن من غصن إلى غصن
أتتك خواطري الصدّا حة الرفّافة اللّحن
تغنيك بأشعاري و ترعى عالم الحسن !
***
إذا ما ذابت الاندا ء فوق الورق النّضر
و صبذ العطر في الأكما م إبريق من التبر
دعوت عرائس الأحلا م من عالمها السّحري
تذيب اللّحن في جفنيـ ـك و الأشجان في صدري !
***
عرفت الحبذ يا حول ء أم مازال مجهولا ؟
ألمّا تحملي فلبا على الأشواق مجبولا ؟
صفيه ، صفيه ، فرحانا و محزونا ، و مخبولا !
و كيف أحسّ باللوعـ ـة عند النّظرة الأولى ؟
***
و من آدمك المحبوب ؟ أو ما صورة الصبّ ؟
لقد الهمت و الإلها م يا حوّاء بالقلب
هو القلب ، هو الحبّ و ما الدّنيا لدى الحبّ ؟
سوى مكشوفة الأسرا ر و المهتوكة الحجب !
***
سلي القيثار بين يديـ ـك أيّ ملاحن غنّى
و أيّ صبابة سالت على أوتاره لحنا
حوى الآمال ، و الآ لام ، و الفرحة ، و الحزنا
حوى الآباد ، و الأكوا ن في لفظ و في معنى !
***
تعالى الحسن يا حسناء عن إطراق محسور !
أيشكو اللّيل في كون من الأنوار مغمور !
و ما جلاّه ، من سّواه إلاّ توأم النّور ؟
و ما سمّاه إذ ناداه غير الأعين الحور ؟

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads