أقريبٌ أنت مني أم بعيد
أقريبٌ أنت مني أم بعيد | أيها الجائدُ بالحب السعيد |
أنت يا يوم إذا أقبلت عيد | يقبل القلب عليه من جديد |
ظمئت روحي إلى ورد صفاك | ظمئت عيني إلى نور سناك |
فاقترب اسرع فقد طال نواك | واستطار القلب حبّا في لقاك |
يا غرامي إنه يوم الخميس | وهو في أيامنا البيض عروس |
تتجلّى في بدور وشموس | وأزاهير من الروح الأنيس |
إن تغب عني فهذى صورتك | تؤنس الروح وهذي طلعتك |
محنتي إن غبت عني محنتك | وشقائي بالتجافي شقوتك |
أنظرُ الصورة أستهدى رضاك | عن فؤاد يتنزّى من جفاك |
وأناجي طيفك الثاوى هناك | فكأني حين أراه أراك |
والخطابُ العذب ما هذا الخطاب | إنه اللوعة والوجد المذاب |
كل سطر فيه صدرٌ من كعاب | أمره في فتنة الصب مجاب |
نحن في يوليو وأحلام التصابى | واعداتٌ بنعيميى وعذاب |
إن تكن أنت على الشوق ثوابي | كان بذل الروح في الحب جوابي |
هذه الأشجارُ في هذي الحديقة | أصبحت من صدك الجاني حريقه |
إن تعد عادت من الوصل وريقه | تونق العين بأزهار أنيقه |
ليت أيامك يا بدر تعود | إنها أيامُ أنس وسعود |
كل ما فيها جديد في جديد | وشرودٌ في التصابي وشرود |
نقطع الليل عتاباً في عتاب | هو أحلى من أفاويق الرضاب |
ولقلبينا سؤالٌ وجواب | لا تقل إنّا مع العتب غضاب |
هذه الدنيا وما تحوى هباء | إن خلت من صفو أيام الصفاء |
أنت من أهوى وإن طال الجفاء | كلّنا يا روح في الوجد سواء |
يا جمالاً هو آياتُ الجمال | إن هجراً أنت تعنيه وصال |
إن إسرافك في الهجر دلال | وهو في شرعيّة الحب حلال |
مرّت الساعات والروح النبيل | يرقب النور من الروح الجميل |
لا تقل إن انتظاري سيطول | أنا من خلفك للوعد عليل |
أنا في دنياي بالوجد غريب | ما له في هذه الدنيا قريب |
كل أيامي كروبٌ في كروب | وأعاصير من القلب الطروب |
عائدٌ أنت لرمل اسكندرية | بأزاهير من الحسن جنيّه |
وأغاريد من الوجد شجيّه | حين يطغى الموج في وقت العشيّه |