سلوا برلين عمن حلّ فيها
سلوا برلين عمن حلّ فيها | يفتّتُ كبده المرض العنيد |
مضى يستوهب الأيام عمراً | تتمّ به المساعي والجهود |
فلم يذهب بعلته طبيبُ | ولم يكتب له عمر جديد |
وخرّ على السرير حبّ مصر | على تبريح علته يزيد |
فما ضمن البقاء له صديق | ينادى لا عدمتك يا فريد |
فيا لهفي عليك وأنت كهلٌ | غريبٌ عن أحبته بعيد |
تموت فلا ترى مثواك أمّ | ولا أختٌ ولا زوجٌ ودود |
ولا يروى ثراك أخ شقيقٌ | بدمعته ولا طفلٌ وليدُ |
فلا يشمت بمعناك الأعادي | ولا يفرح ببلواك الحسود |
فتلك بليةٌ لم ينج منها | على إشراق عزته الرشيد |
ومن يك مثلنا حسبا ومجداً | تشجّعهُ الصواعق والرعود |
فإن يك سرّهم منعى فريدٍ | فكل غضنفر منا فريدُ |