الرئيسية » » عادل أحمد العيفة | السّاهِرُ في لَيل الفِكرة

عادل أحمد العيفة | السّاهِرُ في لَيل الفِكرة

Written By غير معرف on الأحد، 14 يوليو 2013 | يوليو 14, 2013





النّاظِرُ إلى النافِذَةِ مَساءً

يَخالُ الرذاذَ أيّاما أخرى تُضافُ إلى الخريف الحزين

وحيدا يَلـُــفُّ سيجارته المُبتَلَّة بالنّدى و الانتظار

يُشعِلُها فتطير السّاعات من النّافِذَة أسرابَ حَمامٍ و ضوء





النّاظرُ إلى النّافِذَةِ مَسَاءً

يَبني في الاِحتمال حَدائقَ بيضاء

يرتادُها خِلسَةً

ليُفرغ أكياس حُزنه و كُؤوسَه التي تَشَقّقتْ من العَطَش و الفراغ

كلّ الورود في الحديقة

و وُرودُهُ مغرُوسَةٌ فوق الغيم

حيثُ الماء و الضباب مُدُن في الأفق اللّيليّ

 ٍالليلُ المنكسر إلى أزمنة

تَحتاج قنديلا كي تَعبُر دمعَتَه المعلّقة في الغيم





السّاهرُ في ليل الفِكرةِ

يستضيء بشمعةٍ و يَجُوب الفراغات راشِقًا العالَم بحُروفِهِ

و يَقطِف النّجوم من الشّجر السّماويّ

و الغُيومَ من الفِكرَة الشّارِدة





تابِع الشُّهُبَ التي عَبرتْ مَجَرّتكَ فجرًا

و انثرْ مَواويلَكَ في السّواد

سيَنبُتُ في جُفونِكَ عُشب و تُزهِرُ الفِكرَة مِلءَ الدّمعِ و الصّلوات العالية

فارتَقِبْ شِهابًا يحمِلُ أقباسًا من قلبِك إلى الحلم

ليضيءَ هناك

و يَسكُب دمعَكَ للشّوك و الرّيح





أشعِل أصابِعَكَ أيها السّاهر عند نافذة عمياء

لتَرى بِكَفِّكَ قصيدة اللّيل

و ارشُق بحروفكَ سَقفَهُ

ستُشرق شُموسٌ من لِحافِهِ الدّاكن

و هذا الضباب سأصرَعُ ظِلّهُ على بابكَ اللّيلِيّ

كي أعبُر هذا العالَمَ مغمُورًا بالوُضُوحِ

حازمًا على ظهري الأغاني المُتعَبَة

و نَظَرات فلّاحينَ لا يفقَهونَ غير بِدايات الفُصول و رائحة الطّين

و زُمَرًا من المَنجَميّين الثّرثارين

و الأقمار التي فَشِلت في دورِها في نَثرِ الضوء و النّعاس على شبابيكنا الواطئة

 أتركهم جميعًا في مَحطّة معلّقة فوق الغُبار

خارج المَجَرّة التي تُسَيّج حلمي بأَجرامِها النّاتئة

و أعود إلى نافذتي مُمتَنّا لقَطَرات النّدى التي تطرُقُ قلبي كلّ صباح

ألـُفُّ سيجارَةً مُتعَبَةً مُتابِعا طـُرُقًا من الدّخان تتشكّل في الصّدى

أسلُكُها مَاشِيًا إلى الحُلم و أتلاشى فِكرَةً في الهَواء





ـــ عادل أحمد العيفة ــــ

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads