الشهيد والسلام الذبيح
صعوداً ... صعوداً .. إلى سدرة المنتهى
| |
فإن السلام الذي يزعمونَ ... انتهى
| |
دماؤك طوفان عزمٍ ومدٍّ وملحمة الثأر أشعلتَها
| |
وكفاكَ للشمس مرفوعتان وراياتك الخُضْرُ أعْلنْتَها
| |
وأشعلت فينا .. فتيل الجهاد وكل المخاوف ... مَزّقْتَها
| |
دم القدْس يجري .. بأصلابنا ومن دمكِ الحرِّ روّيْتَها
| |
وما قتلوك .. وما صلبوك وإن الأمانةَ ... ما خنْتَها
| |
رفعت الجهادَ .. لنا رايةً بوشْم فلسطينَ شَكّلْتَها
| |
نقشت عليها حروف الكفاح وعمركَ ... ملحمة صُغْتَها
| |
صعوداً ... صعوداً ... إلى سدرة المنتهى
| |
نتهى
| |
فإن السلام الذي يزعمونَ ... انتهى
| |
وصهيون يسْرق تاريخنا ويقتلُ فينا رؤًى عِشْتَها
| |
نهرْول .. نعدو .. إلى غاصبٍ يرانا دُمًى ... أدْمَنَتْ صمْتها
| |
وتصْهل خيل الجدود ضحًى ولكنهم ... مَزّقوا صَوْتها
| |
بمرج الزهور .. دماء العصور تفورُ ... وترْشقهم مَقْتها
| |
فلسطينُ قصة أمجادنا ولكنهم أعلنوا موْتها
| |
فيا ليت كانتْ .. ويا ليت كنّا ... وهل تنفع الآن ... ياليتها ؟
| |
دفنّا .... تواريخنا جَهْرة وفي دمك الحرِّ كفّنْتَها
| |
وما قتلوك ... وما صلبوك وإن القضيّة ... ما خُنْتَها
| |
فهل تطلق الآن أسرارها ؟ وكل السراديب فتّشْتَها
| |
وهل تجمع الآن أشلاءها ؟ وكل الملفاتِ فجّرْتها
| |
رفضْت زمان الهزيمة فابدأ حياتك .. إذْ أنْت حرّرْتها
| |
وعش في صدور الألى .. يرفضون حياة الهوان التي عفْتَها
| |
وعش في الحقول جذور إباء بأرض القداسات ألقيْتَها
| |
وسرْ في الشرايين .. نهْر حياةٍ من التيه والوهم ... أيقظتَها
| |
وفي الأفْق .. ألمح أنشودة وكم أنْت للقدْس غنيتَها
| |
(أخي جاوز الظالمون المدى) [1] .. وإن السلام الذبيح انتهى
| |
فأطلقْ خيولك من أسرْها وأنقذ مرابع ... شيّدْتَها
| |
(وجدِّد حسامك من غمده) [2] لتُحييَ أرضاً .. محَوْا سَمْتَها
| |
إليها (محمّد) أسرى ... ومنْها عروجا .. إلى سدْرة المنتَهى
| |
وبورك فيها .. وما حولها وسُرّاقُها .. شوّهُوا ذاتها
| |
(وجاسوا خلال الديار ببأس) وهم يعلنون ... لنا موتها
| |
أنتركهم يغصبون السلام ... وأرْضاً ... يعدون تابوتَها ؟
| |
فقم يا شهيد السلام ... وأسْرجْ خيولاً .... إلى القدْس وجّهْتها
| |
تُغير صباحاً ... وتعدو ضباحاً وأنْتَ إلى الفتْح .. قدْ قُدْتَها
| |
فما قتلوك .. وما صلبوكَ وإن القضيّةَ ... ما خُنْتَها
| |
فعشْ في الحقول جذور إباءٍ بأرض القداساتِ ألقيْتَها
| |
وسرْ في الشرايين نهْر حياةٍ من التيه والوهم أيقظْتَها
| |
دم القدْس يجرْى بأصلابنا ومن دمك الحُرِّ رَوّيْتَها
| |
________________________
| |
(1) هذا الشطر مقتبس من قصيدة (أنشودة فلسطين) للشاعر علي محمود طه .
| |
(2) هذا الشطر مقتبس من قصيدة (أنشودة فلسطين) للشاعر علي محمود طه .
|