يا جنة الخلد كيف يشقى
زكي مباركيا جنة الخلد كيف يشقى | في ظلك النازحُ الغريبُ |
الناس من لهوهم نشاوى | ودمعهُ دافقٌ صبيبٌ |
يقتات أشجانه وحيداً | فلا صديق ولا قريبُ |
أقصى أمانيه حين يمسى | أن يهجع الخفق وانو جيب |
مغانى النيل كيف أقصت | ربيبَ أزهارِك الخطوب |
وكيف ألقيتهُ بأرض | صدوقُ أحلامها كذوب |
أديم أجوائها سوادٌ | فلا شروقٌ ولا غريبُ |
وحبُّ غاداتها موات | فلا سكونٌ ولا هبوبُ |
ومن تبع جسمها بشيءٍ | فقلبها مقفرٌ جديبُ |
أحبتي والفراقُ ويلٌ | تُرمى بأرزائهِ القلوبُ |
جزاكم الحبّ هل نسيتم | ما كان من وردنا يطيبُ |
أيامَ نسقى الشمول صرفاً | ووجهها عابسٌ قطوبُ |
نُصارع الكأسَ لا نبالى | ما يكتم الدهر والغيوبُ |
والزهر من حولنا شهيدٌ | والنجم من فوقنا رقيب |
غذاءُ أسماعنا غناءٌ | يكاد من لطفه يذوب |
وزادُ أبصارنا جمالٌ | تباح في حبه الذنوب |
إذا دعانا الصبا هببنا | وكلّنا سامعٌ مجيب |
لا تسألوا اليوم كيف حالي | فالعيش من بعدكم عصيبُ |
مجنون ليلاكم استبدّت | بمهد أحلامه الكروب |
لا أكؤسُ الحب دائرتٌ | ولا عيون المها تحيب |
يسدّد السهم ليس يدرى | أيخطىء السهم أم يصيب |
يطارد المجد في زمان | إقبالهُ غادرٌ لعوب |
السهم من ناسه شريدٌ | والحر من أهله غريبُ |