أفّ !
هذه الْكِلْمةُ الصَّغيرةُ جدًّا | دمَّرَتْ كلَّ ما بنَيْنا سِنينا |
أفِّ .. ثُمَّ انتَهَتْ حِكايةُ حُبٍّ | واستحالتْ .. مَرارةً وأنِينا |
قلتِها أنتِ واصْطَلَيْتُ أنا .. | بالنارِ .. هل تعلمِينَ ما تُحْرِقينا ؟ |
لا أريدُ النِّقاشَ .. يكفي نِقاشًا | طاشَ عقْلي .. ولنْ أكونَ رَزِينا |
هذه الْكِلْمةُ الصغِيرَةُ جدًّا | أجهضَتْ حُبَّنا السَّعيدَ جنينا |
لَمْ تكُنْ كِلمةً بِغَيرِ ترَوٍّ | بل أبانتْ عن كلِّ ما تُضمِرينا |
ربَّما هذِهِ هيَ الْمَرَّةُ الأُولَى .. | - أَظُنُّ - الَّتِي بِها تَصدُقينا |
لكِ شُكرًا .. نبَّهتِنِي مِن سُباتِي | بعد ما عِشتُ في رُؤَى الغافِلينا |
كُلُّ مَن قد رأوكِ قد حذَّرونِي | وأنا قلتُ : فِريةُ الْحاسِدينا |
ما لَهُمْ يَحْقِدونَ ؟ أيُّ تجنٍّ ؟ | ما علَيْنا .. دعِيهِمُ يَحْقِدُونا |
كنتِ تَمْضينَ في صمِيميَ كالسِّكِّينِ .. | كيف الْهَوى غدا سكِّينا ؟ |
غافلاً كُنتُ عنْ خِداعكِ حتَّى | صِرتُ أعْمَى .. وصارَ عقلِي جُنونا |
أنتِ لَمْ تُخلِصِي لِيَ الْحُبَّ يومًا | لستِ تدرِينَ الْحُبَّ.. هلْ تُخلِصينا ؟! |
الوفاءُ .. الإخلاصُ والصِّدقُ .. لا .. | ذاك بعيدٌ عنْ كلِّ ما تعلَمِينا |
ما عليكِ الْملامُ .. بل هُوَ ذنْبِي | غلطَتِي أنْ أغلَيْتُ ما تُرْخِصِينا |
اذرِفي الدَّمعَ كيفَ شئتِ .. فإنِّي | صخرةٌ لا تلينُ للدامعِينا |
هان حُبِّي .. فأغلقَ الغَدْرُ قلبي | ونسيتُ الْهَوَى .. طَوَيْتُ الْحنِينا |
ومِنَ الآنَ سوفَ أعرِفُ معْنَى .. | الْعَيْشِ مِن غيرِ أنْ أكونَ حَزِينا |
وإذا كانَ بيْننا مَن تَوَلَّى | بِخَسارٍ .. فرُبَّما تَحسِبِينا ! |