حُلم النهار البعيد
اتَّجِه للنهار البعيد الذي حاصرَتهُ الليالي
| |
تَقَحَّمَ ظُلْمَتَها
| |
كي تُحَرِّرَ للتائهينَ بَصِيصَاً يُضيءُ لهم ..
| |
من سَنَا نَجمَةٍ أو شُعَاعْ
| |
التحِف بالقلوب التي تفتديكَ
| |
برغم جراحٍ تُزلزِلُها
| |
وتُفَجِّرُ فيها النحيبَ الكتومَ أسىً والتياعْ
| |
استبِقْ خطوات الزمانِ إلى غدِكَ المُرتَجَى
| |
لم يَعُدْ في المدى زمنٌ للبُكاءِ ..
| |
.. على أمسِكَ المُستَذَلّ المُضاعْ
| |
كُن طريقاً إلى الغدِ يمضي الحيارى على هَدْيهِ
| |
وملاذاً لمن يسكُنُ الخوفُ أَعمَارَهُم
| |
قَدِّمَ الروحَ شَرْبَةَ مَاءٍ لمن ظَمئوا
| |
ورغيفاً ليسندَ قلبَ الجياعْ
| |
انتصِرْ للذين انحنت في انهمارِ الفجائع قاماتِهم
| |
شَرَّدَتهُم خُطوبُ الزمان
| |
فلّم يملكوا للبَلاء سوى الانصياعْ
| |
اقتحِم وانتصِرْ
| |
واستَبِق واستَدِر
| |
كي تُنازِلَ هذا الزمانَ الذي قد تَخَفَّت ..
| |
.. سودُ ملامحه في قناعْ
| |
امدُد اليدَ للضائعينَ ببحرِ الحياةِ الذي يصطخِب
| |
كُنْ لهُم مِرفئاً أو شِراعْ
| |
افتح القلبَ يحنو على عاشِقَيْنِ بِبَدءِ غِنائِهِمَا للحَيَاةِ
| |
ويبكي على آخَرَيْنِ يُسافِرُ لحنُهُما
| |
بعدَما سَلَّمَا للوداع
| |
لا تَهَبْ قَدَراً قد يجيء من الغيبِ أو تتقي خطرا
| |
كن جسوراً كضوءِ النهارِ
| |
يشُقُّ الظلامَ إلى حيث شاء
| |
ولم يُثنِهِ عن نِِزَال السَّوَاد أسى قد يراودُهُ
| |
أو يُعِدهُ ارتياعْ
|