الصباحُ الذي لا يجيء
جارتي مَدَّت من العينينِ نافِذَتيْ أمل
| |
ورَمَت عليَّ ضياهُما
| |
ومَضَتْ تُشيرُ ببسمةٍ جذلى إليَّ
| |
..لعلَّني أرنو إليها من ذهولِ كآبتي أو أستفيقْ
| |
" يا جارتي ما بيننا بحرٌ عميقْ
| |
بيننا بحرٌ من العجزِ رَهِيبٌ وَعمِيقْ " *
| |
حتى ابتسامتكِ الشفيفة لن تضيءَ ليَ النهارَ
| |
ولن تُذَلِّلَ لي الطريقْ
| |
أنا لستُ إلاَّ واحداً مِمَّن يَجيئُونَ الحَياةَ لِيكدَحُوا في ليلِها
| |
وتضنُّ ساخطةً عليهم بالصباحِ .. فلا شروقْ ..
| |
.. يأتي إلى غديَ المُضيِّعِ في الشقاءِ وفي الأسى
| |
بالبهجةِ العذراء تنتشِلُ الفؤادَ المُتعسَ المُلقى هُناكَ
| |
.. بِجُبِّ وحشتِهِ السحيقْ
| |
ولرُبَّما أنفَقْتُ أيَّامي لأرسُمَ بسمةً تعلو وجوه الآخرين
| |
فالآخرونَ لهُم صَبَاح
| |
وليس في دربي سوى الظُلُمات
| |
.. كدَّسها الشقاءُ على متاهاتِ السنين
| |
دربي عسيرٌ لو علِمتِ كأنَّما مُدَّت مسالِكُهُ الأليمةُ عبر أنَّاتِ الحياة ..
| |
.. من الجحيمِ إلى الجحيم
| |
دربي أليم
| |
تمضي بهِ الأيَّامُ عابِسةً مُرَنَّحةَ الخُطَى هَمَّاً ..
| |
.. إلى قدري البَهيم
| |
يا جارتي عيناكِ غارقتانِ في حُلمٍ بهيج
| |
ترنو إلى غدِكِ الأمير
| |
غدِكِ المليء بالابتسامِ وبالورودِ وبالأريجِ ..
| |
.. على بساطٍ من حرير
| |
وبضحكةِ الأطفالِ صافيةً كنبعٍ قد ترقرقَ باسِمَاً
| |
ويدينِ تشتبِكانِ في حُلمٍ تَوَحَّدَ ..
| |
.. ضَمَّهُ بيتٌ صغيرA
| |
عيناكِ تحلمُ بالصباحِ وليس في دُنياي شيءٌ من صباح
| |
هو لن يجيءَ لبؤسِ أيَّامي العِجاف
| |
لسنينيَ العمياءَ تستُرُ عوزها بالكدِّ
| |
ليست تبتغي حُلماً سوى خبز الكفاف
| |
هو لن يجيء وعالمي مُتَرَنِّحٌ بِيَدِ الرِّيَاح !
| |
فلتُسدِلي أهدابَكِ الحسناءَ فوقَ تَلَهُّفِ الحُلمِ البَريء
| |
وامضي إلى غدِكِ البهيِّ وحيدةً مِنِّي ..
| |
.. إلى غدِكِ المُضيء
| |
أمَّا أنا فشقائيَ المُمتَدُّ قدَّرَ لي مُعايشةَ الظلامَ
| |
ونَقلَ أحجارِ السنين
| |
تهدُّ كاهليَ الفقير
| |
امضي إلى غدكِ الهنيء
| |
ودعي الشقاءَ يسوطُ من قد عُذِّبوا في لَيْلِهِم
| |
من أجلِ صُبحٍ لا يجيء
|
AAA