الرئيسية » » قدماى تنغرسان فى رمل تلك المدينة | عبد الغفار العوضي

قدماى تنغرسان فى رمل تلك المدينة | عبد الغفار العوضي

Written By Unknown on الأربعاء، 7 يناير 2015 | يناير 07, 2015


قدماى تنغرسان فى رمل تلك المدينة ،
كصبارة عنيدة ،
حاولت مرارا أن أكون حداثيا ، وشفافا كزجاج المولات المتخمة بالسلع ،
وأن أمارس حياة استهلاكية ،
أحب إمرأة تضع كامل ماكياجها للعابرين فى شوارع الحواس ،
وأمارس مهنة حرة ، كأن أكون سمسارا ،وأجنى أرباحا طائلة من الزيف ،
وأن أرتدى بذلة سوداء تناسب كل الحفلات المسائية ، 
ربما أكون أيضا عضوا فى حزب سياسى حاكم ،
وعندها سأكون أكثر انفتاحا على العالم ، سأتحكم بمفردى فى تمويل الجيوش وشراء صفقات أسلحة فاسدة ،
وأفرض عمولات ضخمة على الواردات من المخدرات ، 
سأكون أيضا نبيا للحب ، سأشترى نساء فقيرات مقابل أجسادهن العارية ،
ليس لديهن شئ قابل للتبادل فى السوق الحرة ،
سوى لحمهن الملون بالعفن الذكورى ،
سأكون صاحب شركة للدعاية ، إله ذلك العالم الرأسمالى ، تذوب كل مسافات الأرض بين أناملى ،
......./
المدينة متكورة فى طرف الأرض كجرح متعفن ،
كتلة من الأحجار والصدأ ،
مسامات المدينة لا تفرز سوى عرق زائف ،
الدخان شيطان أعمى يتجول فى سمائها السكرانة بحانة القتل ،
المدينة تقتل أطفالها ،
وتتركهم فى القبور الغائرة داخل أجسادهم ،
يتحللون مثل خطيئة لم يغفرها الله ،
....../
أحاول شد جذورى الراسخة ،
ولكن الصحراء غريزة ،
أنا اسمى الريح ،
ووجهى نخيل ،
وأعضائى رمال تذروها القوافل المهاجرة ،
دمى بئر ،
وكلامى أسرار تتدفق على شرايين التيه ،
لا وجهة لى سوى الترحال الخاشع ،
أصلى ككاهن يخبئ القيامة فى باطن كفه،
وجذورى ،
نُحتت بين أضلاع الصحراء ،
كزهرة صبار .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads