الرئيسية » » كنت أقل تعلّقا مما ينبغي | محمد عبد الهادي

كنت أقل تعلّقا مما ينبغي | محمد عبد الهادي

Written By Unknown on الأربعاء، 7 يناير 2015 | يناير 07, 2015


كنت أقل تعلّقا مما ينبغي، وأنا أرى استمتاع أحذيتي بحصا الطريق، وحين علّمني الأسفلت أن أكون حزينا في أبهة، ومريضا برائحة الخوخ والكرز. أنا، الذي لم أرث عن أبي سوى قامته المديدة، وحلم رائع يهرب من وسادتي؛ بنيت لنفسي مدينة كاملة بطول الشارع القديم، ولم أفكر في إبادة السكان الأصليين، ربما لأنهم لم ينزعجوا من النهود الصغيرة للفتيات التي مرّت معي، ولم يفكروا فيما بينهم لماذا تبتل ملابسي دون أن تمطر.
في فصلي المدرسيّ، خجلت أستاذة العلوم أن تشرح لنا درس الأعضاء التناسلية. كنت أراقبهم بغيظ كلما حكّوا أعضاءهم؛ فيما تضطر إلى الوقوف على أطراف أصابعها حين تبدأ الكتابة على السبورة، لكنني فاجأت نفسي، ليلا، أستعيد مشهد تنورتها القصيرة، كلما ضاقت عن استدارة مؤخرتها.
أستاذة العلوم لم تكن تعلم أن تنورتها شجعتني كثيرا أن أرفع لأول فتاة فستانها، وأن أقبّلها علي السلم، مع كثير من التنهدات التي سأدفنها في أول حديقة جديدة للشهوة.
أستاذة العلوم لم تخجل أن تهديني قلما مذهبا، ولا أن تطبع قبلة على وجنتي، قبل أن تمتلئ أدراج مكتبي بروائح فتيات كثيرات، خطابات معلّق عليها أحزان شتّى، ودمعات مرّت من هنا، فاهتز نهداها لأنها مسرعة.
كان مستحيلا أن يُصنع ملاك على المقاس، حين أحببتها بكل هذا الانهزام، بينما النمل يحتل الشارع القديم. السكان الأصليون تركوا وراءهم بيانا شيوعيا، يتحدث عن فتى، لم يكن يأتي في أوقات محدّدة، يمر فتمطر السماء سمكا ملونا، ويفرك في يديه نهودا صغيرة فينبت الخوخ والكرز. لم يسأله أحد ما الذي يقوده إلى هنا، ورغم هذا فقد نسي سيجارة إلى الأبد!
لم أكن بريئا تماما، لكن في أحلامي، كانت مسافة كافية من الأبيض الشاهق تبسم لي: " أنت تملك حريّة ما، لم تختبرها بعد"



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads