كذب الملوك ومن يحاول عندهم
كذب الملوك ومن يحاول عندهم | شرفاً ويزعم أنهم شرفاء |
رتب وألقاب تغر وما بها | فخرٌ لحاملها ولا استعلاء |
أنا تباع وتارة ً هي خدعة ٌ | تمنى بشر سعاتها الأمراء |
كم رتبة ٍ نعم الغبي بنيلها | من حيث جللها أسى ً وشقاء |
لو كان يعلم ذلها وهوانها | ما طال منه الزهو والخيلاء |
يلقى الكرامة حيث كان وفعله | جم المساوئ والمقال هراء |
تلك الجهالة والغرور وباطلٌ | ما يصنع الأغرار والجهلاء |
ذنب الملوك رمى الشعوب بنكبة ٍ | جلى تنوء بحملها الغبراء |
لا المجد مجدٌ بعدما عبثت به | أيدي الملوك ولا السناء سناء |
مالوا عن الشرف الصميم وأحدثوا | ما شاءت الأوهام والأهواء |
رفعوا الطغام على الكرام فأشكلت | قيم الرجال ورابت الأشياء |
زعموا الثراء فضيلة ً فقضوا له | ساء الذي زعم الملوك وساءوا |
يا رب مثرٍ لو أطاع إلهه | وأبى الدنايا فاته الإثراء |
بز الضعيف فمن نسائل طمره | حيكت عليه البزة الحسناء |
وعلى بقايا دوره وطلوله | أمست تقام قصوره الشماء |
وإذا الرعاة تنكبت سبل الهدى | غوت الهداة وطاشت الحكماء |
وإذا الطبيب رمى العليل بدائه | فمن يؤمل أن يزول الداء |
لو جاور الشرف الملوك لأورقت | صم الصخور وضاءت الظلماء |
ظلم يبرح بالبرئ وغلظة ٌ | يشقى بها الضعفاء والفقراء |
الحق منتهك المحارم بينهم | والعدل وهم والوفاء هباء |
رفعوا العروش على الدماء وإنما | تبقى السفينة ما أقام الماء |