الرئيسية » » حافظ ابراهيم | علي محمود طه

حافظ ابراهيم | علي محمود طه

Written By Unknown on السبت، 27 يوليو 2013 | يوليو 27, 2013

حافظ ابراهيم

علي محمود طه
 
إملأي الأرض من حداد و غيهب مال نجم البيان عنك و غرّب
و خبا من مصباح الفكر نور كان أمضى من الشّهاب و أثقب
و طوى الموت هالة كان ينمى كلّ أفق إلى سناها و ينسب
يا سماء الخيال ما كلّ يوم من بني الشّعر تظفرين بكوكب
ذهب الشاعر الذي ردّد الشّر ق صدى شعره الجميل المحبّب
و مضى النّاثر الذي صوّر النّفـ ـس، و جلّى سرّ الضّمير المحجّب
الأديب العريق في لغة الضّا د ، وقاموسها الصّحيح المرتّب
لم يكن شاعر القديم، و لا كا ن لآداب عصره يتعّصب
كان يعنى بكلّ قول فذّ من القو ل و يزهى بكلّ حسن ويعجب
شاعر الحبّ و الجمال و ربّ المنطق الحقّ و الراع المؤدب
شعره من ينابع السّحر ينسا ب و في عالم الحقيقة ينصب
عاطفيّ القصيد يعبث بالألـ باب أسلوبه الرّشيق و يلعب
و خيال يسمو إلى ما وراء الـ ـكون من عالم اليقين و يذهب
ينفذ الفكر في مجاهل دنيا ه فيبدو له الخفيّ المغيّب
و معان أرقّ من نسمة الفجر و لفظ من سلسل الخمر أعذب
و بيان يسيل في كلّ نفس فعله من غرائب السّحر أغرب
و قواف كأنها نغمات هاجها الشّجو في يراع مثقّب
و كأّن الأوزان شتّى مثان ترقص النّفس وفقهنّ فتطرب
***
بؤساء الحياة من لكمو اليو م على الحادثات، و العيش أخطب
ضاقت الأرض بالحنان و فاضت بالأذى أبحرا تضجّ و تصخب
فابحثوا في شعابها عن مقيل و انشدوا من منافذ النّجم مهرب
قد فقدتم نصيركم و سلبتم عضدا شدّ أن يغال و يسلب
عقل الموت مقولا منه عضبا و طوى مهجة و أطبق هيدب
و خلا اليوم من شجاكم فؤاد ذاب من رحمة لكم و تصبّب
و غفت أعين بكتكم بدمع لم تدع منه ما يراق و يسكب
الرّفيق الحاني على كلّ فلب أنشب البؤس فيه نابا و مخلب
و الخفيف الخطى إلى كلّ نفس مال عنها نصيرها و تنكّب
فاذكروه على اللّيالي إذا ما زحم الدّهر ركنكم و تألّب
***
من لصرعي الهموم بعدك يا حا فظ من للحزين؟ من للمعذب؟
كنت برّا بهم و أحنى عليهم من فؤاد الأب الشّفيق و أحدب
عجب صبرهم على خطبك الدّا وي و صبر البأساء من ذاك أعجب!
قم و شاهد مآتم الشّرق و انظر كيف يبكي البيان فيك و يندب
قسما لو يردّ هسجو إلى العيـ ـش لألقى لك الزّمام و قرّب
و مشى في يمينه غلا بالريـ ـس إلى رأسك الكريم و عصّب
و تمنى الذي كتبت عن البؤ س وردّ الأصيل دون المعرّب
فجعت نهضة البلاد ببان شدّ من ركنها و شاد و طنّب
و حباها من شعره و حجاه ما أفاد الجهاد فخرا و أكسب
هزّ أشبالها الكماة و أحيا أملا في صدورهم يتوثّب
لو شهدتم غداة ثورتها الكبـ ـرى لجاج النّفوس و هي تلهّب
لرأيتم في ثورة النّفس منه محنقا من قساور لغيل مغضب
لم يزل منه في المسامع صوت تتوقّى الظّبىصداه و ترهب
نافذ في الصّميم من باطل القو م كما ينفذ السّنان المذرّب
***
حافظ الودّ و الذّمام سلاما لم يعد بعد من يودّ و يصحب
كنت نعم الصّديق في كلّ آن حين يرجى الصّديق أو حين يطلب
لم تغيّرك من زمانك دنيا و حياة بأهلها تتقلّب
خلق رضته على شرعة الصّد ق و إن خانك الرّجاء و كذبّ
و إباء حميته من صغار و بريق من المواعد خلّب
و فؤاد لغير عاطفة الوجـ ـدان لا يدنّي و لا يتقرّب
و ضمير لا يبلغ المال منه و بلوغ النّجوم من ذاك أقرب
و لسان حفظته من سؤال لا يمين الكلام أو يتذبذب
يلفظ الرّوح صاديا و إذا لم يصف للماء مورد ليس يشرب
صفحات نقّية بمداد السّـ حق في مجتلى العظائم تكتب
***
خانني فيك منطقي و عصاني قلم طالما أفاض و أسهب
آب بالشعّر من مصابك يبكي رزءه فيك و الرّجاء المخيّب
أنت من أمّة بهم بعث اللّـ ـه هداه إلى الشّعوب فثوّب
لم يزل منكمو على الأرض ظلّ و شعاع هاد و غيث مصوّب
و يجوب الحياة من كل آن هاتف منكمو و طيف تأوّب
حضّر في القلوب أنتم و إن كنـ ـتم على ملتقى النّواظر غيّب


 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads