الرئيسية » » فصل ألوان | فاطمة ناعوت

فصل ألوان | فاطمة ناعوت

Written By Unknown on السبت، 27 يوليو 2013 | يوليو 27, 2013

فصل ألوان
 
بين الأسودِ والأبيضْ
تتعطلُ الأزرارُ
فيَسْهُلُ أن تباغتَ ذراعاكَ غفوتي.
...
تلقي على الأرضِ سجادةً فارسيةً
(لفتّني أمي داخلَها
منذ الصرخةِ الأولى)
تتدحرجُ على البلاطِ
وتنبسطُ
فينفلتُ جسدي
من طيّاتِها.
...
في منتصفِ المسافةِ
بين الليلِ والنهار
يَسْهُلُ أن تلمحَ أصابعي
تمرُّ فوق تضاريسِ المعبد،
هي تحاكي أظافرَكَ التي
رسمتِ الـ" جرنيكا" فوق ظهري .
...
"الكلامُ على الكلامِ صعبٌ"
لكن الرسمَ جائزٌ على الرسمِ
بعدما أثبتَ الشِّعرُ
أن عينيكَ مدرّبتانِ على فصْلِ الألوانْ
في غبَش الحضاراتْ.
...
في لحظاتِ الشرودْ
بين العتمةِ والنورْ
يكسبُ الرجلُ الرِهانْ
غير أن المرأةَ
تنجحُ في التعرفِ على ملامحِها
بين " شلالِ الأجسادْ "
التي أراقَها أنجلو فوق حوائطِ الكنيسة.
...
لا فضلَ لعربيٍّ على عربيّة
إلا بمقدار تكاثفِ خيوطِ الشرانق
حول جيدِها
وحبكةِ السردِ التي نخلعُ على عتبتِها أجسادَنا.
...
ليس بوسعِكَ الفرحُ
بسقوطِ الملكةِ في النقلةِ الأخيرة،
فتقاطعُ لحظاتِ الوصولْ
- عندَ انعطافاتِ الحُلْمْ
وتعطّلِ الكوابحِ وقتَ الفجر -
يجعلُ الفوزَ زائفًا
خارقًا لقانونِ
"كِشْ.... ماتتْ".
...
الفكرةُ:
أن إغواءَ المسيحِ الأخيرَ
كان أخيرًا
واستجاباتِ الخلايا عند التواءاتِِ الفروع
أمرٌ قابلٌ للجدلِ.
...
كلُّ خدعةٍ تكسرُ أنثى
" لا يعوّلُ عليها "،
مادام للرجلِ مثلُ بطشِ المرأتين.
ومادام اليومُ يتكئُ على عصًا مشطورةٍ
بين الأسودِ
والأبيضْ.
__________
القاهرة / 21 مارس 2004

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads