من يسعد الأوطان غير بنيها
من يسعد الأوطان غير بنيها | وينيلها الآمال غير ذويها |
ليس الكريم بمن يرى أوطانه | نهب العوادي ثم لا يحميها |
ترجو بنجدته انقضاء شقائها | وهو الذي بقعوده يشقيها |
وتود جاهدة ً به دفع الأذى | عن نفسها وهو الذي يؤذيها |
سبل المكارم للكرام قويمة ٌ | فعلام يخطئها الذي يبغيها |
ما أكثر المتفاخرين وإنما | فخر الكرام بما حبت أيديها |
يحوي الكريم المال لا يبغي به | شيئاً سوى أكرومة ٍ يحويها |
والجود يحمد حيث كان وخيره | ما نال أوطان الفتى وبنيها |
ولقلما أرضى امرؤٌ أوطانه | حتى تراه بنفسه يفديها |
يا آل مصر وما يؤدي حقها | إلا فتى ً يكفي الذي يعنيها |
أيضن منكم بالمعونة موسرٌ | يلهو ويمرح كل آنٍ فيها |
هي أمكم لا كان من أبنائها | من لا يواسيها ولا يرضيها |
وهبتكم الخير الجزيل فهل فتى ً | منكم بحسن صنيعها يجزيها |
سعدت لعمري بالصنائع حقبة ً | ولت على عجلٍ فمن يثنيها |
لو يسمع الموتى الهمود مقالتي | أسدوا إلى الأوطان ما يغنيها |
دار الصنائع خير دارٍ تبتنى | فالله يجزي الخير من يبنيها |