الرحيل
تحمَّلتُ وحديَ ما لا أُطيقْ | من الإغترابِ وهَمِّ الطريقْ |
ركبتُ البحارَ وجُبتُ السهولَ | و طِرْتُ وحيداً بغيرِ رفيقْ |
و ظلَّت عيونُكِ نهرَ العطاءِ | إذا ما ظمئتُ رشَفْتُ الرحيقْ |
و في ذاتِ يومٍ شديدِ التجنِّي | وجدتُ فؤاديَ فيهِ غريقْ |
***
| |
لأنكِ نورٌ كنورِ النهارْ | وعيناكِ بحرٌ عميقُ القرارْ |
لأنكِ حُبٌّ قديمٌ قديمٌ | رحلتُ إليكِ بدونِ انتظارْ |
و في مقلتيْكِ سبحتُ و خِلتُ | بأني الوحيدُ بفنِّ البحارْ |
فما أن بدأتُ إليكِ ارتحالي | غرقتُ ببحرٍ شديدِ المرارْ |
***
| |
غرقتُ فيا أنتِ هل تنقذينْ | شراعي و نبضَ فؤادي الحزينْ |
تخليتِ عنِّي كثيراً كثيراً | و ذُقتُ بهجرِكِ مُرَّ السنينْ |
و عُدتُ إليكِ بقلبٍ جديدٍ | يُسابقني في هواكِ الحنينْ |
فهلاّ مددتِ يداً للغريقِ | فما زال في القلبِ حبٌّ مكينْ |
***
| |
أنا يا فتاتي صباحٌ جميلْ | أتى للدُّنا بعد ليلٍ طويلْ |
أنا بسمةُ الزهرِحين يُغنِّي | فيُصغي إليهِ الضحى و الأصيلْ |
أنا شاطئُ البحرِ خبّأْتُ عندي | حديثَ الرمالِ و همسَ النخيلْ |
فلا يخدعنَّكِ بعضُ انكساري | فمنكِ إليكِ بدأتُ الرحيل |