العشق و الرحيل
تراقص العبيرُ فى الورود
| |
وداعبت نسائم الصباح أفرع الشجرْ
| |
وفى المدى تراكضت سحابتان نحو زرقة الأفق
| |
وشالت الأنسام عطرك البهيج لى .. كأنه الربيع
| |
وكنت أنتظر
| |
أجيل فى المدى العيون باحثا
| |
عن قطرتين من ضياء وجهك الجميل
| |
أراك فى انسياب جدولٍ يفيض بالصفاء
| |
فى زهرةٍ لمستها معي فلم يمسها الذبول
| |
أراك دفقةً من العبير شاع في نسيم وحدتى الملول
| |
لكننى أظل هكذا وأنت تمعنين فى الغياب
| |
بعيدة كأنك النجوم
| |
أمد طرفى الحزين نحو كل ما يحيطنى
| |
فقد يبوح لى اليمام طائراً بقرب مقدمك
| |
وقد يُسِرُّ لى النسيم
| |
تأتين يا ترى ..
| |
أم ترحلين فى غيابك المقيم ؟
| |
ترنح السؤال فى المدى
| |
ورددت أصداؤه الغيوم
| |
وفجأة...
| |
ينشق هذا الأفق عن بهائك المُضاء
| |
وأنت تقبلين كالأحلام فى غلالةٍ رقيقةٍ من السُّحُب
| |
يشيعُ تحت خطوك الربيع
| |
وتنبت الزهور فى الأغصان إن تلامست وثوبك
| |
الشفيف
| |
ها أنت تبسمين للوجود حولنا
| |
فيرحل الخريف
| |
و فى فؤادى الحزين يُبذَرُ الأمل
| |
وتورق الأمانى الخضراء
| |
بدأتِ فى الحديث
| |
جاشت الطبيعة الصموت بالغناء
| |
و أمطرت مسامعى معازف السماء
| |
وانداح فى الحياة دفئُها وأنت تلمسيننى
| |
وتشعلين فى فؤادى الهيام بالجنون
| |
لكنَّ هاجس الرحيل
| |
يلوح بالأفق
| |
أراه فى انسحابة الحديث من شفاهك التى يزورها السكوت
| |
فى وجهك الوديع مطرقاً
| |
أراه فى الوجود شاحباً..
| |
ذوت وروده
| |
وغادرت أضواؤها أشعَّةَ الصباحْ
| |
وها هى اليد التى تمد بالوداع لى
| |
تغتالنى وتعلن الرحيل
| |
وخلف خطوكِ الذى يغيب فى المدى
| |
لقاؤنا يزف للرياحْ .
|