الرئيسية » » العائد | حسن شهاب الدين

العائد | حسن شهاب الدين

Written By Unknown on السبت، 27 يوليو 2013 | يوليو 27, 2013

العائد


هذا أنتَ الوجْهُ الشاحبْ
الهاربُ في زمنٍ هاربْ
تأتي من ذاكرةِ الأشجارِ
بلونِ الغيماتِ الذائبْ
تتفتَّحُ لحناً في شفةٍ
تتوضأُ باسْمِكَ كالتائبْ
تخضرُّ ربيعاً في عينٍ
تدعوكَ وتسميكَ الواهبْ
ها أنتَ -كلا أحدٍ- تأتي
شفَّافاً كالصمتِ الصاخبْ
***
خطواتك -أذكرُ- لاهثة
وطريقُكَ في جرحٍ لاهبْ
وعيونُك خيطٌ من تعبٍ
يتهجَّى أفْقَهما الغاربْ
مُنْطفئاً كنتَ بلا يدِها
ظمآناً كالنهرِ الناضبْ
تمضي مِنْ غيرِ ملائكةٍ
بنـزيفِ قصائدِكَ الساربْ
مسجوناً في عطرِ امْرأةٍ
وطفولةِ صفصافٍ كاذبْ
وكأنَّك عشرون شتاءً
تتعرَّى في زمنٍ جادبْ
أو نصفُ مساءٍ تتدلَّى
ساقاه مِنْ قمرٍ راسبْ
ما كنتَ سماءَ فراشتِها
أو يدُها شطآنَ الغائبْ
فاسكبْ للرملِ نبوءتها
يدخلْكَ التيهُ بلا صاحبْ
وامنحْها ذاكرةَ الموتى
وبراحَ قصيدتِكَ العاتبْ
***
بحروفِ خواءٍ من لغةٍ
صَدَفٍ يعوي دمُكَ الذاهبْ
ثمـَّة مِرآة ٌغامضةٌ
تتراءى في ماءٍ شائبْ
ثمـَّة ما يشبهُ أحصنةً
من موجٍ وصهيلَ كواكبْ
تترجَّلُ شمسٌ مطفأةٌ
ويسيلُ رخامُ صدى نادبْ
أشجارٌ تهذي.. ناقوسٌ
مِنْ غيمٍ.. وحطامٍ خالبْ
ثمـَّة حُلْمٌ في وحشتِها
يصحو مندهشاً أو غاضبْ
يتلمَّسُ وجهَ براءتِه
يتعصَّبُ بالفرحِ الساكبْ
فتعودُ -كلا أحدٍ- حُلماً
أبديًّا.. مغلوباً- غالبْ
تتفتَّحُ لحناً في شفةٍ
تتوضأُ باسْمِكَ كالتائبْ
تخضرُّ ربيعاً في عينٍ
تدعوكَ وتسْمِيك الواهبْ
ها أنتَ بلا موتٍ تأتي
شفافاً كالصمتِ الصاخبْ
وجْهٌ بالغيبِ تُقَنِّعُهُ
أم روحٌ وضَّاءٌ ثاقبْ؟!

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads