الرئيسية » » اللقاء الثاني | جمال مرسي

اللقاء الثاني | جمال مرسي

Written By Unknown on السبت، 27 يوليو 2013 | يوليو 27, 2013

اللقاء الثاني
 جمال مرسي

و حَمَلْتُ أحلامي على ظهري ، و قد سَلَكَتْ أمانيَّ الطريقَ الثاني
و تعثَّرتْ قَدَمايَ في صمتِ الدُّجى و تنكّرتْ لتعثري أحزاني
فإذا بعيني قد تأبّى دمعُها و القلبُ في وسطِ الطريقِ رماني
يا قلبُ لستُ بخائنٍ عهدَ الهوى كلاّ ، و لستُ بغادرٍ أو جاني
إنّي أنا المقتولُ غدراً حينما ضيّعتُ عمري عاشقاً و زماني
سافرتُ و الآمال تملأ مهجتي بسفينتي لجزيرةِ المرجانِ
كي أقطفَ العِقْدَ الذي واعدتُها من قاعِ بحرٍ هاجَ كالبركانِ
عانيتُ ما عانيتُ من أهوالهِ فالموْجُ عاتٍ و الجوى أضناني
و الغربة الحمقاءُ كادت و النوى أن يعصفا بالحلمِ و الربَّانِ
لكنني لم يُثنني بحرٌ ، و لم أحفلْ بطول البعدِ عن أوطاني
وطني الجميلُ رسمتُهُ في عينها و نَقَشْتُ عينيها على وجداني
قد كانتا زادي فلم اشعرْ بما لاقاه قبلي سائرُ الركبانِ
أغفو على صدرِ الحبيبةِ وقتما شئتُ الهجوعَ ، فصدرُها بستاني
و ألوذُ من قيظِ السنينِ بجفنها كالطيرِ حين تلوذُ بالأغصانِ
و رجعتُ يا قلبي و مَهْرِي في يدي من لؤلؤٍ و زبرجدٍ و جُمانِ
و حقائبي ملأى بنارِ صبابتي و الشوقُ يُفعمُ خافقي و كياني
فمشيتُ في الدربِ الطويلِ يقودني خطوي و شوقي للقاءِ الثاني
نفسُ الطريقِ عرفتُهُ من عطرها لا زلتُ أذكرُهُ ، فهل ينساني ؟
حتى إذا انتهتْ الخُطى في بيتها و تسمّرَتْ في بابِهِ القدمانِ
خَرَجَتْ إليَّ و حَمْلُهَا في بطنها ترنو إليهِ و خلفها طفلانِ
و تبعثَرَت نظراتُها في دهشةٍ بيني ، و طفليها ، و من باراني
هذا الذي كانت هناك رسومُهُ فوقَ الجدارِ بسائرِ الأركانِ
قالت: زمانُكَ قد مضى فاذهب بما أحضرْتَهُ يا فارسَ الفرسانِ
ماذا تفيدُ جواهرٌ و فرائدٌ إن بدَّدَ الهجرُ الطويلُ أماني
إذهب بمالكَ لم تعد بي حاجةٌ في المالِ بعد الليلِ و القضبانِ
إذهب فزوجي و الصغارُ و وحدتي هم حاضري و لهم أعيشُ زماني
فوقفتُ منبهراً ألملمُ حيرتي وكتمتُ في جوفي لظى أشجاني
و رجعتُ أدراجي و قلبي حائرٌ هذا ، و قد عقد الذهول لساني

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads