الشــكوى
بي ما تحسّ وفي فؤادكِ ما بي | فتَعال نبكِ أيا نجيَّ شبابي |
أنكرت بي ناري عشية لاَمَسَتْ | شفاتي مِنْكَ أناملَ العنابِ |
وسألتَ ما صمتي وما اطراقتي | وعَلاَم ظلَّت حيرة المرتابِ |
أقبِلْ لأقسمَ في حياتي مرةً | ان الذي أُسقاه ليس بصابِ |
مَنْ أنتَ؟! من أيِّ العوالم ساخرٌ | مستأثرٌ بأعنة الألبابِ؟ |
ما يصنع الملكُ الطهورُ بعالَمٍ | فانٍ وأيَّامٍ كلمع سرابِ؟ |
دوَّارةً أبدَ السنين كعهدِها | من ليل آثامٍ لصبح متابِ |
يا هيكل الحسنِ المبارَك ركنه | الساحر النور الطهور رحابِ |
قدمتُ قرباني إِليك بقية | من مهجةٍ ضاعت على الأحبابِ |
حدَّثتُ نفسي إِذ رأيْتُكَ بادياً | وأطَلْتَ تسآلي بغير جوابِ |
ما يصنع الملكُ الطهورُ بعالَمٍ | فإنٍ وأيَّامٍ كلمع سرابِ؟ |
ما يصنع الأبرارُ بالأرض التي | ساوت من الأبرار والأوشابِ؟ |
دوَّارةً أبدَ السنين كعهدِها | من ليل آثامٍ لصبح متابِ |
تغلو الحياة بها إلى أن تنتهي | عند التراب رخيصةً كترابِ! |
يا هيكل الحسنِ المبارَك ركنه | الساحر النور الطهور رحابِ |
لا صدقَ إلاَّ في لهيبك وحده | وجلالُه الباقي على الأحقابِ |
قدمتُ قرباني إِليك بقية | من مهجةٍ ضاعت على الأحبابِ |
وَأَذبْتُ جوهَرَهَا فدَاءَ نَوَاظِر | قُدْسِيَّةٍ، عُلويّةِ المحرابِ! |