أَينَ الطَريقُ لأَبوابِ الفُتوحاتِ
أَينَ الطَريقُ لأَبوابِ الفُتوحاتِ | أَينَ السَبيلُ اِلى نَيل العِنايات |
أَينَ الدَليل الَّذي أَرجو الرَشاد بِهِ | اِلى سُبُل المَعالي وَالهِدايات |
أَينَ السُلوكُ الَّذي أَسرار لمحته | مِصباح نور لمشكاة المُناجاة |
أَينَ الخُلوص الَّذي آثاره سَبَقَت | يَوم الرَحيل اِلى دارِ السَعادات |
كَيفَ الخَلاصُ وَأَجداثَ الشَقا وَطني | وَقد رَمتني بِها أَيدي الشَقاوات |
كَيف المَسيرُ اِلى أَرض المُنى وَأَنا | بِطاعَة النَفسِ في قَيد الضَلالات |
كَيف العُدول بِقَصد السبل عَن عوج | أَفضى بِسَعي اِلى دار النَدامات |
كَيفَ الرَحيلُ بِلا زاد وَراحِلَة | تَحتَ سيري لاِرض الاِستِقامات |
وَلي حَقائِب بِالاِوزارِ مُثقَلَة | وَعيس كَدحى كَلَت عَن مُراداتي |
فَيا أَولى الحَزم حلوا عقد مُشكِلَتي | وَكَيفَ اِبلَغ أَقطار السَلامات |
عَتبت نَفسي عَلى ما ضاعَ مِن عُمري | في مُلهِيات وَغَفلات وَزلات |
فَخالَفَت مَقصَدي جَهلا وَما اِتعظت | وَلَمحة العُمر وَلت في الخَسارات |
فَلَو بَكت مُقلَتي لِلحَشر ما غَلت | ذُنوبُ يَوم تُقضى في الجَهالات |
وَلَو تَبدد قَلبي حَسرَة وَأَسى | عَلى الَّذي مَرَّ مِن تَفريط أَوقاتي |
لَم يَجد لي غَير دق الكف مِن نَدم | عَلى عَظيمِ أِساآتي وَغَفلاتي |
اِن طالَ خَوفي فَقَد اِحيا الرَجا اِملي | في غافِرِ الذَنبِ خَلاق السَموات |
فازَ المَخفون وَاِستَن الثُقاة اِلى | دارِ السَلامِ وَفِردَوس الكَرامات |
وَكانَ شُغلي خُضوعي زِلتي اِسفى | وَوَضع خدي عَلى اِرض المَذَلّات |
وَطوع اِمارَتي بِالسوء قَيدني | عَنِ الوُصولِ لِغاياتِ الكَمالات |
فَلَم يَسَعني بِاِثقال الذُنوب سِوى | ساحاتِ غُفران عَلام الخفيات |