الرئيسية » » جورج ضرغام | عناوين أخرى للعزلة

جورج ضرغام | عناوين أخرى للعزلة

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 20 أكتوبر 2014 | أكتوبر 20, 2014

جورج ضرغام

 

 

لو جاءتْ العصافير بعد الغروب سأمزقها، واجعلها طحين

أسود معجون بالقهوة التى افسدت نكهة شاعرها الرومانتيكي.

ثم ألطخ بها وجوه النساء اللاتي تأخرن عن رائحة طهي

النهربنصف برتقالة ساخنة.

الشاعر المفتون صيّاد نساء المدينة. قايض عينيه بنحلتين،

وجمجمته بكأس نبيذ. ما زال يعتقد أن النهد سمكة  جائعة

 تصطاد أيادي الشعراء الغرقى، وتقليها داخل حمالة صدر.

 

الجميلة التى قبّلتْ مرآتها ذات صباح، فتكسّر زجاج شفتيها

 قطعا من صراخ،

كانت الأشجار تنتحر على ساقيها وتحترق، لتموت أنيقة

ككف الحطاب الذي يكره المطر،

ولا أحد يحب المطر غير فاتنة أصابها الجفاف العاطفي .

 

الشهقة المارقة رامية سهام الرب في أحشائي لتصير

مزرعته.

والشيطان يجفف ضلوعه حطبا لقهوتي الباردة.

 بائع مناديل وجد الحزن عابر سبيل

سارق الموت بمنقاره الأنيق

كان يخطف الأرواح كل ليلة، فيغضب الفلكي العجوز

على ضياع حصته من رائحة شواء الجثث.

غنوا لي يا اخوتي الجثث، وارقصوا

فأنا أوسمكم،

 وأقربكم لقلب الحمام الحزين

 

لم أمت، كنت فقط انتظرك بهدوء .

لم أمت، كنت فقط أشاهد جريمة مضحكة.

 

 

الورد حين يبكي، فيغرق النحل دون وصية

 من ملكة الذكريات،

والنحلُ أجمل بنات عمتي « بيروت ».

نهود تصفق لنابها المكسور.

فرشاة أسناني، ألوان روحك الباهتة

صورتك المعلقة على ذيل عصافير الغروب

 كأمنية  بعيدة، وملونة

صورتك أشهى من لحم الفراشات.

 

ذاكرة تطيل رقبتها لتنظرإلينا بقرف.

ملل الحصان من ثرثرة الرومانتكيين كل ليلة.

عودة البرابرة إلى النص

وردة في عنق الصرخة

الشجرة التى قررت أن تحبل قبل الحرب

حكيم مختبئ في رأس نعامة، كخوذة واقية من الرصاص

الجندى الذي قايض بندقيته بكمنجة، وخسر قنص نهود

 أرامل القصيدة.

الطفلة التى قايضت العلكة برصاصة حلوة المذاق

نبي يردد: « الوحدانية أن يعلن الرب نهاية العالم دون تترات »

قصائد مكتوبة بأحذية لتليق بقبح العالم،

أريد حذاء ابنتي اسطوريا لتطير خلف فقاعات الفرح).

 

حقيبة سفر لا تنفضَ بكارتها .

وجه معتم بالذكريات، لو مسّه مصباح كفك

 صار فنارا للمحبوسين في شفاه البحر.

أقراص منومة للحاق بحلم عاشقة مهجورة

 تسكن الجوار المهجور.

كف ميتم من خمسة أصابع مؤنثة.

مأساة ظل القبلة .

هزيمة الورد على ظهر عارية

كانت تحلم برجل الاطفاء « شقيق الندى».

 

 

شفاه مطلية بالأسمنت، حين تشققتْ صرختْ :

أنت وحدك قاذف القبلة، والعصفور المتفحم في جوفي.

الغراب الأزرق سيئ الحظ، حارس النهر من انتحار الشعراء.

وردة سيلان، « وردة لا أحد »*.

وكرسي يطمح في أن يجلس الوحيد أول الليل،

 ويبنى طابقا ثالثا من فخذي وحيدة...

 

----------------------

بول سيلان، مات منتحرا في نهر السين

 

 

شاعر، وصحافي مصري

George.dergham@yahoo.com

 

 كيكا


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads