الحسرات
لقد فقدت كل شئ : ابنتي بالموت،
ـ وفي أي وقت ! ـ ، وزوجي بالبعد،
ولست أجرؤ- ويا للحسرة !- على زعم عدم الوفاء،
أن هذا الشك هو كل الخير الذي تركه لي مصيري.
ولكن هذه البنيّة، فخر روحي،
لن أدين بها بعد الآن إلا لأباطيل نومي،
لقد شاهدت الشعلة وهي تنطفئ في عينيها الجميلتين،
اللتين أغلقهما الرقاد الذي لا نهوض منه.
فررتِ يا كنز أم حلو،
يا أيها الضمان المعبود لحبي الحزين،
عيناك الرائعتان- وهما تتفتحان للنور ذات يوم -
حكمتا على عيني بالبكاء الدائم عليك.
لعواطفي الحارة كنت قد ابتسمت،
وكانت ذراعاي المرتعدتان تحيطان بمهدك !
وفاجأني النعاس في نشوة السعادة،
ثم استيقظت على قبر.
انها هنا، تحت هذه الزهور تنتظرني في رقادها،
هنا يبلى معها قلبي.
يا محبوبتي، أتشفقين علي،
أيها الحب، أترثي للآلام التي تثيرها بنشوتك،
لا ! انك تهربين منا أيتها الجاحدة، بعد أن ولت السعادة.