الرئيسية » » رثاء | مارسلين دي بورد فالمور | ترجمة ثابت نعمه

رثاء | مارسلين دي بورد فالمور | ترجمة ثابت نعمه

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 20 أكتوبر 2014 | أكتوبر 20, 2014

ولدت الشاعرة الفرنسية " مارسلين دي بورد فالمور " الملقبة بشاعرة الحب والبكاء في 20يونيو1786م، وتوفيت في 23يوليو1859، والتي لم يرزق الشعر الفرنسي في عصوره المتعاقبة بشاعرة أو شاعر مثلها.. والغريب أن " فالمور" لم تكن تفطن إلى أنها شاعرة !.. وحين هزت القلوب، وأنطقت بفنها عباقرة عصرها الذين أخذوا يشيدون بمواهبها الفذة، هيأ لها تواضعها أن إعجابهم إن هو إلا مجاملة لها، وأن ثناءهم لا يعدو أن يكون تفضلاً منهم عليها !.. فلم يكن لها طموح الشعراء، ولم تكن ترنو إلى المجد، ولم
تعرف السعي وراء القوافي والأوزان، وإنما جاء شعرها وليد تلقائية نفس شقيت في حبها، ونكبت في أعز من لديها، وهي ابنتها.. وظلت جروحها تنزف طوال حياتها.. إن شعرها غناء حزين، كلماته قطرات دم وعبرات

 رثاء

ربما كنت لك قبل أن أراك.
حياتي وهي تتكون وعدت بها حياتك.
اسمك أنبأني ذلك باضطراب مفاجئ.
كانت روحك تختبئ فيه لتوقظ روحي.
سمعته يوماً ففقدت النطق،
أصغيت طويلاً اليه، ونسيت أن أره.
كل كياني كان منذ حين قد امتزج بكيانك،
حسبت أنني أنادي للمرة الأولى.
أتعرف هذه الأعجوبة ؟ هناك ؟ دون أن أعرفك ؟
خمنت به من هو حبيبي وسيدي
ولقد تعرفت عليه في أول كلمات نطقت بها
حين أقبلت لتنير أيامي الجميلة السقيمة.
صوتك جعل الشحوب يعلوني، وغضضت الطرف.
وفي نظرة صامتة تعانقت روحانا !
وفي أعماق هذه النظرة ظهر اسمك،
ودون أن أسأل عنه قلت " ها هو ! "
ومنذ ذلك الحين ملك على سمعي الذهول؛
فخضعت له، ووقعت في أسره.
به وحده كنت أعبّر عن أحلى عواطفي.
وكنت أقرنه باسمي لأوقع به على عهودي.
كنت أقرؤه أينما ذهبت، هذا الاسم المفعم بشتى من ألوان السحر،
فأذرف العبرات.
ولأنه محاط دائماً بثناء فتان،
كان يظهر متوجاً لعيني المبهورتين
وكنت أكتبه.. ثم لم أعد أجرؤ على كتابته،
فلقد أحاله حبي الخجول إلى ابتسامه.
كان يبحث عني في الليل، ويهدهد أنفاسي،
كان يرن أيضاً حول ساعتي المنبهة،
كان يجول في أنفاسي، وحين كنت أشهق
كان هو الذي يداعبني، وهو الذي يتنسمه قلبي.
يا حبيبي يا ساحري يا مقرر مصيري !
آه ! كم تروقني، وكم تؤثر ملاحتك في نفسي !
أنت الذي بشرتني بالحياة، ولأنك ستمتزج بي حين تحين منيتي،
فستكون أنت الذي يغلق فمي، وكأنك تمنحني القبلة الأخيرة.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads