كل قارب يغريني لأهاجر
*
لا استطيعُ ان اكتبَ اليوم لسببٍ ما
اشاهدُ في التلفزيون صبايا كئيبات
متشحاتٍ بالسواد , يتجولنَ في سوقٍ
وهناكَ صرخاتٌ من مآذن
*
كل قاربٍ يغريني لأهاجرَ او لأعود الى مكاني الأول
مهاجرونَ في مكانٍ بعد آخر وعائدونَ
الزمن , الذي هو عدوي , يلطّخُ وجوههم , قمصانهم
بلونهِ الشاحب
*
انا مع حشدٍ في محطةٍ
يصلُ قطارٌ , يحملُ مسافرينَ ويغادر
لستُ مثلهم : انا انتظركِ
معي قنينة نبيذ
اقفُ الآنَ بعيداً عن الجميع
في ظلّ شجرةٍ موجودة في هذه القصيدة
لا يراها غيري , لكن حتى هنا اشعرُ بقسوة الآخرين
وجحودهم ـ لا استطيعُ ان اشربَ
انتظاركِ لا يتعبني
انتشي بهذا الكلام , وهذا سرّ لايعرفهُ احد
*
ليس لشجرة الزيتونِ هذه اي هَمْ
ولا لهذا الهرّ , يكفيهما قليلٌ من الماء
ورائحة طبخٍ كي يلتفتا نحو أُمّ تغني .
انا لاينفعني هذا كلّه
احتاجُ بعض الكلام , مزماراً
وشيئاً آخرَ اسمه النسيان
*
لازالت فيكَ تلك الطفولة البلا جسدٍ :
كنتهُ في بلد آخر ,
فيكَ تلميذٌ غاضبٌ من البرد
ومن شتائم معلمين .
المطحنة التي زرتها كل يوم , القريبة من بيتك
إشتعلتْ , وشجرة جوزٍ شاهقة هناك
كنتَ تحتضنها وتقبلها ,
حولوها الى مشنقةٍ لإعدامِ عمالٍ وفلاحين
وطلبة
*
نمتُ انا ايضاً في مخيمات
قاتلتُ احياناً
لم أُتمْ في ليلةٍ كاملة عدّ النجوم
كررتُ ذلك ثانيةً وثالثة و
ولم اصلْ الى العدد النهائي حتى بعد اسابيع
نمتُ دائماً وقت الفجر
*
نهايةُ السماء , الايمان
نهايةُ الموت والافتتان بهِ
حسبَ لغاتٍ إنقرضت ,
نهايةُ عاشقاتٍ مغنيات في حياتي
نهايةُ كوخٍ مهجور , وصداقتي مع المواسم
نهايةُ شهوتي للحكايات ونسائها الضائعات
نهايةُ الثلجِ في القطبين
نهايةُ كلبي العجوز , الذي اشبههُ
نهايةُ ذاكرتي الجالسة امامي مثل ثمرةٍ ناضجة
نهايةُ شفقتي على الاشياء