الرئيسية » » ٣ قصائد للشاعر الفرنسيّ: بيير ريفردي ترجمة: محمد عيد إبراهيم

٣ قصائد للشاعر الفرنسيّ: بيير ريفردي ترجمة: محمد عيد إبراهيم

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 20 أكتوبر 2014 | أكتوبر 20, 2014

(3) قصائد
للشاعر الفرنسيّ: بيير ريفردي
ترجمة: محمد عيد إبراهيم

إلى كلّ ما يملك 
اصطادَ القمرَ، تاركاً الليلَ. هوَت النجومُ واحدةً إثرَ أخرى في شبكةٍ من الماءِ السيّالِ. 
خلفَ شجرِ الحورِ المرتجفِ صيّادٌ غريبٌ يرقبُ متوفّزاً بعينٍ مفتوحةٍ، وحيداً، مختبئاً تحتَ قُبعتهِ الكبيرةِ، وجُعبةِ السهامِ. 
لا شيءَ يلمحهُ، لكنهُ يملأ سلّتهُ بقطعٍ من الذهبِ الذي يعتمُ وميضهُ داخلَ السلّةِ المغلقةِ. 
لكن شخصاً آخرَ كانَ ينتظرُ من بعيدٍ على الضفّةِ. أشدّ تواضعاً، يصطادُ في عجينٍ من الطينِ خلّفَه المطرُ. ذلكَ الماءُ، من السماءِ، كان مليئاً بالنجومِ.

تردّد 
بعدَ رحلةٍ مديدةٍ وسُهادٍ ممتدٍّ، تأتي الفرحةُ الأكبرُ فحسبُ كي تنتظركَ. 
من دونِ يقينٍ أو ضمانٍ جازمٍ مع كلّ هذه الجهودِ، المسموحِ منها والمأمولِ، لم تعد وحدكَ، وأنتَ مستعدّ للمَسيرِ، لا يهمّ إلى أينَ. 
يعهَدُ العالمُ إليكَ بقوتهِ، مقابلَ ثقتكَ. عليكَ أن تتّخذَ كلّ خطوةٍ لو رُدّت ثقتكَ بنفسكَ مقابلَ مصيركَ عندَ الميلادِ. لكن من وضعَ هذا التردّدَ المؤثّرَ بأحشائكَ؟ فلن تعودَ قدماكَ بالقوةِ الكافيةِ لحملِ وزنكَ المهولِ. 
عندَ الهبوطِ، من أعلى السلالمِ، لم يستطع العدّ، فتردّدَ، ثم عادَ، أسعدَ مما بعدَ نصرٍ ظافرٍ، هابطاً من دونِ أن يمسّ بيدهِ الرعديدةِ الحبلَ الذي يفضّلُ وضعهُ حولَ رقبتهِ.

المسافر وظلّه 
كان الجوّ حاراً حتى أنهُ تركَ ملابسهُ على الطريقِ قطعةً إثرَ قطعةٍ. تركَها معلّقةً على أغصانِ الشجرِ. وبعدما خلعَ القطعةَ الأخيرةَ، راحَ يقتربُ من البلدةِ. استولى عليهِ خِزيٌ كبيرٌ منعهُ من الدخولِ. كانَ عارياً وكيفَ لا يلفتُ الانتباهَ؟ 
فمرّ حولَ البلدةِ ودلفَ من الاتجاهِ المعاكسِ. لقد اتّخذَ مَحلّ ظلّهِ، الذي كانَ يدخلُ من الجهةِ الأصليةِ، ليحميهِ.

(*) اللوحة، للفنان الفرنسيّ: جورج رويل

(3) قصائد
للشاعر الفرنسيّ: بيير ريفردي
ترجمة: محمد عيد إبراهيم 

إلى كلّ ما يملك 
اصطادَ القمرَ، تاركاً الليلَ. هوَت النجومُ واحدةً إثرَ أخرى في شبكةٍ من الماءِ السيّالِ. 
خلفَ شجرِ الحورِ المرتجفِ صيّادٌ غريبٌ يرقبُ متوفّزاً بعينٍ مفتوحةٍ، وحيداً، مختبئاً تحتَ قُبعتهِ الكبيرةِ، وجُعبةِ السهامِ.   
لا شيءَ يلمحهُ، لكنهُ يملأ سلّتهُ بقطعٍ من الذهبِ الذي يعتمُ وميضهُ داخلَ السلّةِ المغلقةِ.  
لكن شخصاً آخرَ كانَ ينتظرُ من بعيدٍ على الضفّةِ. أشدّ تواضعاً، يصطادُ في عجينٍ من الطينِ خلّفَه المطرُ. ذلكَ الماءُ، من السماءِ، كان مليئاً بالنجومِ.  

تردّد 
بعدَ رحلةٍ مديدةٍ وسُهادٍ ممتدٍّ، تأتي الفرحةُ الأكبرُ فحسبُ كي تنتظركَ.  
من دونِ يقينٍ أو ضمانٍ جازمٍ مع كلّ هذه الجهودِ، المسموحِ منها والمأمولِ، لم تعد وحدكَ، وأنتَ مستعدّ للمَسيرِ، لا يهمّ إلى أينَ.   
يعهَدُ العالمُ إليكَ بقوتهِ، مقابلَ ثقتكَ. عليكَ أن تتّخذَ كلّ خطوةٍ لو رُدّت ثقتكَ بنفسكَ مقابلَ مصيركَ عندَ الميلادِ. لكن من وضعَ هذا التردّدَ المؤثّرَ بأحشائكَ؟ فلن تعودَ قدماكَ بالقوةِ الكافيةِ لحملِ وزنكَ المهولِ.    
عندَ الهبوطِ، من أعلى السلالمِ، لم يستطع العدّ، فتردّدَ، ثم عادَ، أسعدَ مما بعدَ نصرٍ ظافرٍ، هابطاً من دونِ أن يمسّ بيدهِ الرعديدةِ الحبلَ الذي يفضّلُ وضعهُ حولَ رقبتهِ.   

المسافر وظلّه 
كان الجوّ حاراً حتى أنهُ تركَ ملابسهُ على الطريقِ قطعةً إثرَ قطعةٍ. تركَها معلّقةً على أغصانِ الشجرِ. وبعدما خلعَ القطعةَ الأخيرةَ، راحَ يقتربُ من البلدةِ. استولى عليهِ خِزيٌ كبيرٌ منعهُ من الدخولِ. كانَ عارياً وكيفَ لا يلفتُ الانتباهَ؟  
فمرّ حولَ البلدةِ ودلفَ من الاتجاهِ المعاكسِ. لقد اتّخذَ مَحلّ ظلّهِ، الذي كانَ يدخلُ من الجهةِ الأصليةِ، ليحميهِ.  

(*) اللوحة، للفنان الفرنسيّ: جورج رويل

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads