الآن
أنا حُرٌّ
وأنتَ حُرّ
لم أَعُدْ أشْتَهِيكَ
كَقُبْلةٍ فى ليلِ العاشقين
لم أَعُدْ أَغْمِسُ خِنْصَرِى
فى وَجْهِ قَهْوَتِى الصباحية
كى أَتَذَوَّقَك
لم تَعُدْ تَسْرِى فى دمى
فَتُعِيق انْسِيَابَ الأنسولين
الذى يحافظُ على أنفاسى
لم أَعُدْ أَرْتَشِفُكَ
كَقِطْعَةِ ثَلْجٍ
فوق كأسِ العصيرِ فى نَهَار يولْيُو
الآن
لم تَعُدْ عيناك مُتَّسِخَتَيْنِ
كما كنتُ أشكو
فقد طَهَّرْتُهُما بِدَمِى
لم أعد لأُرْهِقُك بكثرةِ تساؤلاتى عن كيف ولماذا ولمن بِعْتَنِى؟
لم أعد مَوْتًا فى قِطَارَاتِكَ
سَرَطَانًا فى سُنْبُلاتِكَ
شَمَّاعةً لِأَخْطَائِكَ
سُمًّا فى سَلْسَبِيلِك
لن تُرَافِقَنِى فى جَنَّتِى
لأَنَّكَ حَرَمْتَنِى من جَنَّتِك
لم تعد حبيبى
ولم أعد عدوك.